تصاعدت ردود فعل غاضبة من وزراء في الحكومة الألمانية، وسط تقارير صحفية قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض على شركة طبية ألمانية مبالغ ضخمة من المال للانتقال إلى الولاياتالمتحدة، وتأمين حقوق حصرية لها في لقاح مضاد لفيروس كورونا، تعمل الشركة على تطويره. وقال وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، لمذيع قناة ARD: "ألمانيا ليست للبيع"، رداً على تقريرٍ جاء في الصفحة الأولى من جريدة Welt am Sonntag تحت عنوان "ترامب في مواجهة برلين". وكانت الصحيفة الألمانية قد أوردت أن ترامب عرض مبلغ مليار دولار على شركة "كيورفاك" CureVac للأدوية الحيوية، التي تتخذ من مدينة توبنغن الألمانية مقراً لها، لتوفير اللقاح حصرياً للولايات المتحدة. من جانبها، قالت صحيفة The Guardian البريطانية، 16 مارس 2020، إن الحكومة الألمانية كانت تقدم حوافز مالية خاصة بها في سعيها لإبقاء الشركة في أراضيها. وأثارت تقارير الصحافة موجةً من الغضب في برلين، دفعت مسؤولين للتعليق عليها. وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الأحد، طُلب من وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، تأكيد الأنباء التي تحدثت عن محاولات إغراء تتعرض لها الشركة الألمانية، فقال: "كل ما أستطيع قوله هو أنني سمعت عدة مرات اليوم من مسؤولين حكوميين أن هذا ما حدث، وسوف نناقش الأمر برمته في لجنة الأزمات غداً". من جانبه، صرح مسؤول أمريكي لوكالة AFP بأن التقرير "مبالغ فيه على نحو كبير. فقد تحدثت حكومة الولاياتالمتحدة مع عديد [أكثر من 25] من الشركات التي ادعت أنها تعمل على إنتاج اللقاح. وقد تلقت معظم هذه الشركات بالفعل تمويلاً أولياً من مستثمرين أمريكيين". كذلك نفى المسؤول أيضاً أن الولاياتالمتحدة كانت تسعى للاحتفاظ بأي لقاح يحتمل تصنيعه لنفسها، وقال: "سنواصل التحدث إلى أي شركة تدعي قدرتها على المساعدة في إنتاج لقاح مضاد للفيروس. وأي حل سنعثر عليه سنتقاسمه مع العالم أجمع". وتقع شركة "كيورفاك" CureVac، التي تأسست في عام 2000، في ولاية تورنغن الألمانية، ولديها مقرات أخرى في فرانكفورت وبوسطن، بحسب صحيفة The Guardian. وتسوق الشركة نفسها على أنها متخصصة في "تطوير علاجات مرض السرطان، والعلاجات القائمة على الأجسام المضادة، وعلاجات الأمراض النادرة واللقاحات الوقائية"، ويعمل مختبر الشركة جنباً إلى جنب مع معهد Paul-Ehrlich المرتبط بوزارة الصحة الألمانية.