في يوم واحد، عقدت وزارة الصحة ندوتين صحفيتين لتقديم الوضع الصحي بالمغرب في ما يهم وباء كورونا فيروس 19المستجد. وفي كلا الندوتين، اللتين تم عقدهما الخميس 27فبراير 2020بالرباط، شددت وزارة الصحة على تسجيل صفر حالة مؤكدة للإصابة بكورونا فيروس 19المستجد . هذا فيما بلغ عدد الحالات المشتبه به 19حالة خضعت كلها للتحليل المخبري وثبت خلوها من الفيروس الوبائي. وفي هذا السياق، أعلن مدير مديرية الأوبئة والأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، عدم تسجيل أية حالة مؤكدة. وشدد المسؤول الصحي على أن المغرب خال، إلى حد الساعة، من أي حالة من حالات الإصابة ب"كورونا" ومضيفا أنه : "لا فائدة لنا من أن ننكر وجود حالة مؤكدة لفيروس "كورونا"، فحين تتسرب معلومة من أجل التأكد يتطلب بضع ساعات حتى يتم إجراء التحاليل". إذ أوضح المسؤول الصحي أن مسألة التحقق من الإصابة من عدمها يتطلب ما يناهز الأربع ساعات على أقل تقدير . كما كشف ذات المسؤول أن كلفة تحليل المخبري الخاص بالفيروس تصل إلى 500درهم. وأوضح اليوبي أن الوزارة، من خلال هيئاتها المختصة بالرصد، وفي مقدمتها المركز الوطني للرصد الصحي، رفعت من اليقظة بالنقاط الحدودية و المداخل الجوية والبرية والبحرية، وعلى المستوى الداخلي. وقال إنه تم رصد مئات الحالات، وتم إخضاع البعض منها للاشتباه بها لكافة التدابير اللازمة لرصد الفيروس وفي مقدمتها التحاليل المخبرية مما أسفر عن خلوها من أي تهديد وبائي. وزاد اليوبي مشددا، وبغاية بث الاطمئنان بقلوب المغاربة والحيلولة دون ارتفاع منسوب الفزع والهلع المرتبطين بمثل هذه الأزمات الصحية، (زاد مشددا) على تحكم وزارة الصحة في الوضع من خلال تعزيز منظومة المراقبة أساسا . وأكد اليوبي الاستعداد التام للوزارة لتفعيل مخططها الصحي المرتبط بتدبير الأزمات الوبائية وخاصة تلك الناجمة عن كرونا فيروس. وهو المخطط المرتكز على الرفع من درجة اليقظة الوبائية والكشف السريع عن أية حالة، والتكفل بالحالات المؤكدة، وتهييء كل ما يتعلق بالمختبرات المكلفة بالتحاليل المخبرية. وأوضح اليوبي، في هذا السياق، قائلا " كل شيء جاهز و وزارة الصحة تتوفر على ما يكفي من المعدات للتشخيص المخبري والتكفل" . وزاد مؤكدا أنه تم اعتماد كل من المعهد الوطني للصحة بالرباط ومعهد باستور بالبيضاء كمختبرين وطنيين مرجعيين في ما يهم التهابات الجهاز التنفسي الحادة، كما تم تهييء غرف خاصة بالمستشفيات الإقليمية لاستقبال الحالات المؤكدة بما تفرضه هذه الحالات من إجراءات وقائية عالية . وأشار اليوبي إلى أن "الرهان هو عدم تنقل العدوى من شخص إلى آخر، وهذا ما يقتضي التحسيس والتوعية، وعدم الاستهانة والاستخفاف بالأمور". وسجل اليوبي أن الوزارة تتوفر على نظام للترصد الوبائي للالتهابات التنفسية الحادة، وستتمكن من كشف "أي حاجة غير عادية كَتدور فالبلاد"، حسب المسؤول الصحي. وإلى ذلك، أكد محمد اليوبي أن الوزارة تتفاعل إيجابا مع توصيات منظمة الصحة العالمية وتلتزم بمقتضيات لوائح الصحة العالمية في احترام للخصوصيات الوطنية . وقال، في هذا السياق، إن المغرب لم يتخذ أي إجراء بمنع تنقل الأشخاص أو تبادل البضائع . وأشار اليوبي إلى أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أعلنت أن الوباء يشكل حالة طارئة على الصحة؛ لكنها لا توصي بمنع السفر بل بتعزيز منظومة المراقبة الدوائية والتحكم في المرضى و"للدول الصلاحية بتكييف توصيات المنظمة بحسب ظروفها وخاصياتها". وأوضح المسؤول أن توصيات منظمة الصحة العالمية راجعة إلى المنحى التصاعدي للفيروس بحكم عدد الحالات المتزايدة، مفيدا بأن الحالة الوبائية تتغير، ويهم الأمر 44 دولة عبر العالم سجلت حالات مؤكدة فيما ناهز مجموع الوفيات حوالي 30ألف حالة بنسبة 3.5 في المائة، أما الحالات التي تماثلت للشفاء فتقدر ب33 ألف حالة مما يمثل 34.6في المائة، مؤكدا أن "النسب تتغير وفق تصريح الدول عن الحالات. وقال اليوبي: "تركيز المراقبة عبر الحدود لا يعني أن نقوم بفحص كل من يدخل إلى المطارات أو الموانئ، بل التركيز على القادمين من الدول، التي ينتشر فيها المرض. في البداية، كان الأمر يقتصر فقط على الصين واليوم كوريا الجنوبية وإيطاليا". وأوضح المتحدث أنه يخضع للفحص والمراقبة كل شخص تبين أنه يحمل المعايير السريرية للمرض، والتي تعكس أعراض تدل على وجود التهاب على مستوى الجهاز التنفسي، وأن يكون الشخص قادما من بلد ينتشر فيه المرض، وأي حالة مشتبه بالإصابة بها يتم التعامل معها كحالة مرض إلى أن يثبت العكس. ومن ضمن إجراءات التأكد، وفق توضيحات اليوبي، إخضاع المريض لتحاليل مختبرية عن طريق أخذ عينة من الأنف والفم يتم إرسالها إلى المختبرين المرجعيين وطنيا، مشددا على مصداقيتهما وجودة عملهما .