كونكورد، نيوهامبشر (الولاياتالمتحدة), 11-2-2020 - يدلي الناخبون في ولاية نيوهامبشر الأميركية الثلاثاء بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين حيث يتصدر السباق الاشتراكي بيرني ساندرز ورئيس البلدية السابق الوسطي بيت بوتيدجيدج، في مرحلة ثانية من منافسة مفتوحة سيخوض الفائز فيها الانتخابات الرئاسية في مواجهة دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وبعدما كان يعد الاوفر حظا للفوز بترشح الديموقراطيين في استطلاعات الرأي الوطنية في الأشهر الماضية، جاءت نتائج نائب الرئيس السابق جو بادين مخيبة للامال في هذه الولاية الواقعة على حدود كندا. فبعد أسبوعين على أول نكسة في ولاية أيوا، ألغى بايدن بشكل مفاجىء سهرته الانتخابية في نيوهامبشر لكي يتوجه الى ولاية كارولاينا الجنوبية حيث يعتزم أن يستعيد زخمه. وقال "لا أتخلى عن نيوهامبشر" مبررا غيابه عن ليلة الانتخابات، بتجمعين انتخابيين مرتقبين ضمن حملته في كارولاينا الجنوبية ونيفادا، الولايتين اللتين ستصوتان في المرحلة المقبلة من الانتخابات التمهيدية. وبعد ساندرز وبوتيدجيدج حل المرشحون الاخرون للفوز بتسمية الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات، حيث يأملون احداث مفاجأة مساء الثلاثاء واستعادة زخم حملتهم تفاديا لانهيارها. وقد حل بايدن رابعا في معدلات استطلاعات الرأي في ولاية نيوهامبشر جنبا إلى جنب مع السناتورة التقدمية إليزابيث وارن، وخلف السناتورة إيمي كلوبوشار التي تشاركه أفكاره الوسطية. ويدلي الناخبون بأصواتهم من الساعة السادسة (11,00 ت غ)، حتى الساعة 20,00 (00,00 ت غ الأربعاء). وعلى عكس طريقة التصويت في أيوا عبر مجالس انتخابية سادتها الفوضى في 3 شباط/فبراير، يدلي ناخبو نيوهامبشر بأصواتهم في شكل تقليدي عبر الاقتراع السري. وتبدو المعركة بين متصدري الاستطلاعات محتدمة وهي تجري تحت عين ترامب الذي لا يتوانى عن السخرية من منافسيه المحتملين، فيما لا يواجه هو عمليا أي منافسة داخل الحزب الجمهوري. وأقحم الرئيس الأميركي الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، نفسه بحملة الديموقراطيين الانتخابية عبر تنظيمه الاثنين لقاء في نيوهامبشر. وقال فيه متحدثا عن المرشحين الديموقراطيين "جميعهم ضعفاء". ويتفق المرشحون الديموقراطيون العشرة الذين كثفوا لقاءاتهم الانتخابية في الأيام الأخيرة، كما مؤيدوهم على نقطة واحدة هي وجوب هزم دونالد ترامب. لكن مواقفهم متباعدة. والثلاثاء غرد بوتيدجيدج "الخيار الذي تقومون به اليوم سيحدد مستقبل أمتنا" داعيا إلى "بناء تحالف لهزيمة ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر". وصوت مايك شوفالتر وهو محام في ال39 لصالح ساندرز. وصرح لفرانس برس من مركز في كونكورد "أعلم أن الأمر غريب بعض الشيء لكن أعتقد أن الكثير من الأمور في بلادنا خربت". ويهيمن السناتور المستقل بيرني ساندرز (78 عاما ) من يسار الحزب الديموقراطي والذي يدعو ل"ثورة" سياسية من أجل تحقيق عدالة أكثر في المجتمع، على استطلاعات الرأي في نيوهامبشر المجاورة لمعقله ولاية فيرمونت. يليه رئيس بلدية مدينة ساوث بند السابق بيت بوتيدجيدج (38 عاما ) الذي شك ل تقد مه بفارق طفيف على ساندرز في ولاية أيوا مفاجأة. وقال ساندرز في الأيام الأخيرة أمام حشود من مؤيديه في نيوهامبشر "ما سيجري هنا سيكون له نتائج هائلة". من جهته، ينادي بوتيدجيدج، العسكري السابق وأول مرشح مثلي علنا للبيت الأبيض، بسياسة "واقعية" وبمد اليد للناخبين المستقلين والجمهوريين المعتدلين، منتقدا في الوقت نفسه التمويل "غير الواضح" لحملة ساندرز. في المقابل، يجد جو بايدن منذ حلوله رابعا في أيوا، نفسه تحت ضغط كبير. ومنذ دخوله السباق الانتخابي في نيسان/ابريل، قد م هذا الرجل البالغ من العمر 77 عاما وصاحب الخبرة السياسي الطويلة، نفسه على أنه الأكثر قدرة على الإطاحة بدونالد ترامب. لكن موقفه اهتز. وتخطاه ساندرز الاثنين للمرة الأولى في استطلاع وطني أجرته جامعة "كينيبياك". ورغم تشديد بايدن على انه لن يترك السباق "مهما حصل" الثلاثاء، يبدو أن فريقه الانتخابي يستعد لانتكاسة جديدة. ويأمل فريقه أن يحقق أداء جيدا في ولاية كارولاينا الجنوبية في 29 شباط/فبراير، يعيده إلى القمة من جديد. والغالبية السكانية في تلك الولاية هي من ذوي الأصول الإفريقية، لا تزال ملتزمة بمنح صوتها إلى نائب باراك أوباما. لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من الهفوات، فقد يؤدي تحقيقه نتيجة سيئة أخرى في ولاية نيوهامبشر إلى تراجع تمويل حملته فضلا عن إغراق لشعبيته وبالتالي خروجه من السباق. مناضلا من أجل البقاء، انتقد بايدن منافسه الوسطي بين بوتيدجيدج لنقص خبرته السياسية على المستوى الوطني. ولا يستثني بادين في هجماته بيرني ساندرز مع تأكيده أن منح التأييد لمرشح "اشتراكي" سيكون "صعبا ". وتشير الاستطلاعات إلى أن إليزابيث وارن وإيمي كلوبوشار تنافسان بايدن على المركز الثالث في نيوهامبشر. ويسمح لهما ذلك بمواصلة السباق بشكل أسهل في ولاية نيفادا التي تنتخب في 22 فبراير.