نظمت بمدينة السمارة الجمعة 17 يناير 2020 ندوة جهوية حول موضوع الحوار المجتمعي حول القضايا الخلافية المرتبطة ببعض المواد من مدونة الأسرة "من طرف مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية بدعم من وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان وبتعاون مع الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة والمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالعيون والمكتب الجهوي للجمعية المغربية للنساء القاضيات بالعيون وجمعية لمسة خير لموظفي كتابة النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالعيون وقد تناولت الندوة قضايا زواج القاصرات المساواة بين الأب والأم في الولاية على الأبناء حماية الزوج أو الزوجة من طرف النيابة العامة عند الإرجاع إلى بيت الزوجية الأموال المكتسبة اثناء الزوجية سقوط الحضانة عن الأم وجاءت المداخلات كالتالي المداخلة الأولى: "قراءة فقهية للمادة 175 بإقرار عدم سقوط الحضانة عن الأم " الدكتور سعيد بوعصاب أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالسمارة، والمداخلة الثانية بعنوان "توزيع الأموال المكتسبة بين الزوجين طبقا لأحكام مدونة الاسرة" الأستاذ نبيل الحمري محامي بهيئة المحامين لدى محكمتي الاستئناف بأكادير والعيون، والمداخلة الثالثة في موضوع قراءة في مسألة الإذن بزواج القاصرات " للاستاذ أحمد سلام منتدب قضائي بقسم قضاء الاسرة بالمحكمة الابتدائية بالعيون والمداخلة الرابعة " قراءة تحليلية لعمل النيابة العامة تفعيلا للمادة 53 من مدونة الاسرة " الدكتور لحبيب النعيمي منتدب قضائي بقسم قضاء الاسرة بالمحكمة الابتدائية بالسمارة وبعد عرض مداخلات المحاضرين فتح المجال للاستماع إلى مداخلات ومناقشات الحضور الذي اغنى النقاش بالعديد من الإضافات والتساؤلات والتوصيات التالية : وفي تصريح للدكتور مولاي بوبكر حمداني، رئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، أوضح ان المركز اِرْتَأَى الخوض في مجموعة من القضايا الخلافية المرتبطة ببعض مواد مدونة الاسرة، وهي قضايا تضيق و تتسع عن القضايا المعروضة في المواد المطروحة للنقاش في هذه الندوة الا ان هذه الاخيرة تبقى من اكثر القضايا إثارة للنقاش لكونها مرتبطة بالأسرة و مستقبل البلد و هي قضايا عادة ما تعالج من خلفيات دينية و حقوقية و اجتماعية ونحن نحاول أن نقاربها من منطلقات مختلفة أساسها المرجعية الكونية لحقوق الانسان و من منطبق كون المرأة كيان كامل متكامل كامل الصفة و العطاء و المهام وهي ادوار تختلف عن الصورة النمطية للمرأة في المجتمع المتمثلة في حصرها في الادوار الإنجابية، و في ظل التطور الذي شهده بلدنا وفي ظل الوعي الحقوقي والديموقراطي يصبح من المشروع الحديث عن هذه الصور النمطية و التي لازال البعض متشبث بها. وأنه في هذا السياق يحاول المركز من خلال مشروعه رفع الوعي العام لمكافحة هذه الصورة النمطية والتميزية ضد المرأة التوعية والتحسيس من خلال هذه الندوات سواء في العيون او السمارة من أجل نقاش قضايا راهنة متعلقة بزواج القاصرات هل فعلا وصلنا الى مستوى الظاهرة؟ هل هناك ظاهرة مؤرقة اسمها زواج القاصرات؟ الى اي حد يؤثر المجتمع على تعليم الفتاة وعلى تكوينها وعلى عملها أيضا؟ قضايا اخرى مرتبطة بالأموال المكتسبة اثناء الزوجية مفهوم الكد والسعاية ما هو مصير المرأة التي أمضت فترات قد تصل الى 40 سنة من الزواج ثم تطلقت من أموال الزوجية ومصير الأبناء؟ وايضا قضايا تتعلق بدور النيابة العامة في حماية الزوج والزوجة أثناء العودة لما يعرف ببيت الطاعة؟ ماهي ضمانات النيابة العامة في حماية هذه المرأة إذا عادت الى بيت الزوجية وحماية الزوج الذي اجبر المرأة العودة الى بيت الزوجية؟ بالإضافة الى قضايا اخرى تتعلق بسقوط الحضانة عن الام؟ واين مصلحة الطفل المحضون في هذه الحالة؟ ومصير ابن الام الحاضنة إذا تزوجت؟ وفي رأينا نحاول من خلال هذه القضايا التي اثرتها الندوة التي هي محور هذه المواد الخلافية في مدونة الاسرة فتح نقاش يجمع بين الممارسين من خلفيات قضائية وقانونية ومن خلفيات علمية فقهية وحقوقية لمقاربة هذه المواد بناء على تصوراتهم في الموضوع وتفاعل المشاركين التي نتمنى ان تكون اسهام حقيقي في الرفع من الصورة النمطية والتمييزية نحو المرأة في بلادنا.