مجددا خرج طلاب الجامعات الجزائرية، أمس الثلاثاء، مرفوقين بمئات المواطنين في مظاهرة جديدة هي ال 44 من نوعها منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي. وبالرغم من الحداد الذي تشهده البلاد لمدة ثلاثة أيام عقب وفاة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح يوم الإثنين بنوبة قلبية، إلا أن المتظاهرين فضلوا السير في الشوارع والتمسك بمطالبهم المتعلقة بضرورة إحداث تغيير جذري في النظام وعدم الاكتفاء باستبدال الواجهة فقط. أهم ما ميز المظاهرة الطلابية ال 44، وفق مانقله موقع كل شيء عن الجزائر، أنها أسقطت كل الشعارات "المنتقدة" لرئيس أركان الجيش الراحل الفريق أحمد قايد صالح، لكنها طالبت ب "دولة مدنية وليس عسكرية" وبضرورة رحيل ما أسموها ب "العصابة". وردّد المتظاهرون "حنا أولاد عميروش، ماشريار منولوش"، بالإضافة إلى الشعارات الداعية إلى إطلاق سراح المعتقلين ك "أطلقوا ولادنا مباعوش الكوكايين"(أي أطلقوا سراح أولادنا فهم لم يتاجروا في المخدرات"، كما دعوا لإطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة، الذي تم حمل صوره بكثرة. بالمقابل، جدد المتظاهرون رفضهم لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 من ديسمبر، وأفرزت فوز عبد المجيد تبون. وليلة الثلاثاء تم تداول عدة نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل إلغاء مسيرة الطلبة الأسبوعية، عقب وفاة قايد صالح، ليتم في الأخير الاتفاق على تنظيمها. وقال أحد الطلاب ل "TSAعربي"، "مطالبنا واضحة منذ البداية وهي لن تتوقف إلا غاية تطبيقها" وأضاف" نترحم على الفريق أحمد قايد صالح لكننا نريد تغييرًا حقيقيًا في النظام وجيلًا جديدًا من الحكام". ومثل المظاهرات السابقة، لم تسجل المسيرة ال 44 للطلبة، أي احتكاك مع قوات الشرطة التي عززت من تواجدها في الساحات والشوارع الرئيسة، بالتزامن مع تحضيرات مراسيم تشيع جنازة الفريق أحمد قايد صالح. وأعلنت الرئاسة أن "النظرة الأخيرة" على جثمان الفريق أحمد قايد صالح، ستتم الأربعاء بقصر الشعب وسط العاصمة، ليشيع بعدها إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر".