بتلاوة قرآنية جماعية لفوج من طالبات معهد محمد السادس لتكوين المرشدين والمرشدات، ينتمين للمغرب وعدد من دول افريقيا، تم صباح اليوم الثلاثاء 17 دجنبر، افتتاح الدورة العادية الثالثة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمدينة فاس، وذلك بحضور 357 عالما من 32 دولة افريقية. ونوه وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية محمد التوفيق، باعتباره رئيسا منتدبا للمؤسسة، خلال كلمته الافتتاحية بالجهود التي راكمتها المؤسسة وفق ما تم التخطيط له سابقا، مع استحضاره لحساسية الوضع الذي تعرفه القارة الإفريقية وهو ما يجعل من الثوابت الدينية و التاريخية مدخلا لوضع تصور ينقذ القارة من تيارات التطرف والغلو و الفتن. واستعرض التوفيق خلال كلمته، مجموعة من الاشارات التي ترسم خارطة طريق واضحة أمام مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بعيدا عن الالتباس أو الارتجال، مؤكدا أن المؤسسة بحاجة للاشتغال على بينة وأهداف واضحة انطلاقا من ارضية مشتركة، مع استحضار الرصيد البشري والثقل الروحي لأعضائها في مختلف بلدان إفريقيا. وطالب التوفيق العلماء بضرورة الانتقال الى مرحلة الانجاز حسب طبيعة كل بلد، مراعاة لخصوصيته و أوضاعه مع الإحترام التام لمؤسسات كل بلد، كما دعا التوفيق الحاضرين الى الإلتزام بنهج عمل مندمج يضمن التعامل الافقي بين فروع المؤسسة المنتشرة افريقيا، الى جانب التعامل العمودي مع المركز في المغرب، في خطة عمل تستحضر رؤية كل عالم مطلع على أحوال بلده و خصوصياته. ولضمان دقة العمل ، سيتم الاستعانة بوسائل التكنولوجيا لتحقيق درجة عالية من التواصل، مع اقتحام عالم مواقع التواصل من خلال انتاج مضامين واضحة. اليقظة من النقاط التي ركز عليها وزير الاوقاف، باعتبار كل عالم أدرى بأحوال بلده، كما أكد على ضرورة الاطلاع الجيد على الوثائق المتعلقة بالنموذج الديني المغربي، موضحا أن هذه النقطة لا تعني أن المغرب يبحث عن تصدير نموذجه نحو افريقيا، بقدر ما يحرص على أن يساهم الاطلاع الجيد على الوثائق المؤسسة على استخلاص نموذج مثالي يستفيد من التجربة المغربية الرائدة في الحقل الديني. ومن أجل استفادة أكبر من برامج التكوين، ستفتح المؤسسة للأئمة الافارقة بقصد تكوينهم ليتحولوا بدورهم الى مكونين، بشرط رفع هذه الطلبات الى امارة المؤمنين بتزكية من الجهات الرسمية للبلدان المعنية، تجنبا لأي التباس أو حساسية اتجاه الموضوع، ذلك ان المغرب وفق ما جاء على لسان التوفيق لا يبحث عن تصدير نموذج ديني محدد، بقدر سعيه الى تقديم نموذج مبتكر يستند لرؤية ملكية تلقى الكثير من الترحيب داخل إفريقيا.