ذكر موقع "مدى مصر" الإخباري المستقل الأحد أن قوات الأمن اعتقلت ثلاثة من صحافييه بعدما داهم رجال امن في ملابس مدنية مقره في القاهرة. وكتب الموقع في تغريدات على تويتر إن قوات الأمن رافقت صحافيين أجنبيين كانا في مكتب الموقع إلى منزليهما وقد يواجهان ترحيلا محتملا. وكتب الموقع ان "قوات الأمن تترك المقر وتعيد الهواتف إلى الصحافيين وتعتقل الزملاء لينا عطالله رئيسة تحرير مدى مصر ومحمد حمامة ورنا ممدوح، وتقتادهم إلى جهة غير معلومة". وأضاف أن ضابطا أبلغ صحافيي الموقع أن "الزملاء الثلاثة سيتم مثولهم امام النيابة". وأوضح الموقع أن تسعة ضباط في ملابس مدنية داهموا المقر حوالي الساعة 13:30 ظهرا ورفضوا التعريف عن انفسهم وباشروا التحقيق مع الصحافيين بعد تجميع هواتفهم المحمولة وحواسبهم الآلية. وتأتي المداهمة غداة توقيف المحرر في الموقع شادي زلط البالغ 37 عاما. وأكد الموقع أن صحافيين يعملان مع شبكة "فرانس 24" كانا متواجدين داخل المقر لحظة مداهمته لإجراء حوار صحافي مع عطاالله بخصوص توقيف زلط. وينشر الموقع تحقيقات عن الفساد والسياسة الخارجية والشؤون الأمنية باللغتين العربية والانكليزية. والاسبوع الفائت، نشر "مدى مصر" مقالا ذكر أن نجل الرئيس عبد الفتاح السيسي محمود تم نقله إلى موسكو في "مهمة عمل طويلة". وذكر التقرير أن نقله من منصبه الرفيع في جهاز الاستخبارات ياتي بعد تزايد الانتقادات بحقه داخل الجهاز. وتضمن المقال تصريحات مسؤولين مصريين وإماراتيين لم يذكرهم بالاسم، مشيرا الى تفاصيل عما يدور داخل الأجهزة الأمنية في حين تتراجع حرية الصحافة في مصر. ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم وزارة الداخلية. وكان صحافي يعمل في الموقع طلب عدم ذكر اسمه، أنه شاهد قبل دهم المكان عربات تابعة لقوات الأمن والتقى ضباط شرطة في ملابس مدنية في مدخل المبنى. وتابع أن "شرطيا ايضا في ملابس مدنية قال إنهم لا يريدون دخول أو خروج احد قبل ان يسمحوا لي بان أغادر". وتجمع محامون خارج البناية طالبين الدخول للتحدث مع الصحافيين لكن الأمن رفض. ودانت منظمة العفو الدولية الأحد مداهمة مقر "مدى مصر" مطالبة الحكومة المصرية "بالامتناع عن معاقبة الصحافيين بسبب تأديتهم عملهم الشرعي". ومنذ إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في العام 2013، تشن السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد معارضين ونشطاء طاولت أيضا صحافيين. ومصر في المرتبة الثالثة بعد الصين وتركيا لجهة عدد الصحافيين المسجونين، بحسب لجنة حماية الصحافيين ومقرها في نيويورك. و"مدى مصر" واحد من مئات المواقع الالكترونية التي حجبتها السلطات خلال السنوات الاخيرة، ولا يمكن تصفحها في مصر إلا عبر شبكة خاصة افتراضية. والموقع من المنصات الإعلامية القليلة المستقلة المتبقية في مصر حاليا.