احتضن فضاء وكالة الجنوب بالمعرض المغاربي الثالث للكتاب بوجدة امس الخميس لقاء ادبيا متميزا تم خلاله توقيع كتاب الكاريكاتير في المغرب السُّخرية على مِحَكِّ الممنوع لمؤلفه ابراهيم الحيسن وهو الكتاب الفائز بجائزة المغرب- دورة 2019 صنف الدراسات الأدبية. انطلق اللقاء بتقديم للكاتب من طرف الاستاذ محمد البوزيدي ابرز فيه قيمة النشاط باعتبار أن وكالة الجنوب هي اول مؤسسة تحتضن توقيع الكتاب بعد الفوز بالجائزة.كما عدد الموقع المتميز للباحث على الصعيد الوطني كما ذكر بمختلف مؤلفات الكاتب سواء في مجال ثقافة الصحراء او الجانب الفني. بعد ذلك قدم الأستاذ الحيسن نبذة عن الكتاب وسياق تأليفه واهميته كاول كتاب مغربي يعنى بصنف الكاريكاتير . بعد ذلك فتح نقاش بين الحاضرين حول الكتاب وتجربة مؤلفه جدير بالذكر هذا الكتاب يعيد الاعتبار لحقل الكتابة الفنية والنقد التشكيلي بعد ما شهدت الجائزة طيلة الدورات الماضية هيمنة الدراسات الأدبية، مثلما يوثق لتجربة الرسم الكاريكاتيري في المغرب الذي أضحى يحتل مكانة مرموقة داخل النسيج التشكيلي العربي والمغربي بفضل مبدعيه من جيل الرواد وما تلاهم من مبدعين مرموقين من المخضرمين والشباب. كما ان الكتاب يتوزع عبر ثلاثة فصول يتناول الأول منها السخرية والسخرية الأيقونية كمفاهيم اشتغلت عليها حقول ومباحث أدبية وفنية عديدة اعتبرتها وسائل وأدوات لإنتاج الضحك والفكاهة تنوَّعت فيها الأغراض والمرامي وسياقات الإنتاج. أمَّا الفصل الثاني، فيتعلق بالكاريكاتير مصطلحاً وإبداعاً احتل مكانة مرموقة داخل نسيج التعبيرات التشكيلية الهادفة والساخرة، وذلك بالاستناد إلى تاريخية هذا الفن ومرجعياته البصرية والإبداعية المتعدِّدة معزَّزة بتعريفات ومقولات لرسامين ونقاد وباحثين مرموقين لهم دراية واسعة وممتدة بكارتوغرافيا هذا الإبداع المشاغب والمزعج الذي تأسَّس جماليّاً على وظائف نقدية فاضحة شملت الميادين الاجتماعية والسياسية وغيرها. في حين خُصِّصَ الفصل الثالث لتجربة الكاريكاتير في المغرب الذي كان مسبوقاً ببعض التجارب الساخرة لرسامين أجانب مكثوا بالمغرب والجزائر لسنوات منذ بداية القرن الماضي وإبَّان الحقبة الاستعمارية وقد شمل جزءاُ من تاريخ هذا الفن انطلاقاً من تجربة الرسامين الرواد وما تلاهم من رسامين ومبدعين حملوا لواء الكاريكاتير بصدق وأمانة مع تباين في الصيغ والمعالجة والتعبير، مثلما تناول هذا الفصل صحافة الكاريكاتير في المغرب سواء منها الصحف الساخرة الرائدة (أخبار الدنيا، الكواليس، أخبار السوق، التقشاب، الأسبوع الضاحك، أخبار الفن، الهدهد، المقلاع..)، أو الصحف الساخرة الجديدة (جريدة "بابوبي"، ملاحق ساخرة بصحف يومية..). كما رصد جملة من الإكراهات التي لا تزال تعتري مجال الكاريكاتير، كما ورد في شهادات وكتابات رسامين مغاربة ينتمون لحقب وأجيال مختلفة، ليخلص الكتاب إلى توصيات وتدابير تدعو إلى توثيق الرسم الكاريكاتيري في المغرب ودعم مبدعيه وتحفيزهم على المزيد من البذل والعطاء والإنتاج.