شارك أزيد من ألف شباب وشابة، الجمعة بالدارالبيضاء، في مسيرة "من أجل المناخ" تنديدا بتباطؤ الحكومات فى التصدي لظاهرة تغير المناخ، والمطالبة بالتحرك السريع و العاجل للتعامل مع الأزمات والكوارث البيئية التي تهدد كوكب الأرض برمته. وتندرج هذه المسيرة، التي بادرت إليها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب بشراكة مع منظمة السلام الأخضر "غرين بيس" والائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، في إطار أسبوع التعبئة العالمية من أجل المناخ، الذي نظم ما بين 20 و27 شتنبر الجاري، لتعبئة المجتمع المحلي والدولي من أجل الضغط على المجتمع الدولي للانتقال إلى نموذج مستدام ومزدهر يحافظ على البيئة. وأوضح رئيس الجمعية عبد الرحيم قصيري، أن الشباب المغربي المتراوحة أعمارهم ما بين 15 سنة و35 سنة انخرط اليوم، من خلال هذه المسيرة، في دينامية الشباب العالمي الذي نظم التظاهرات لنفس الغاية. وأشار إلى أن هذا الشباب يعبر، من خلال هذه المسيرة، التي جابت شارع لاكورنيش، إلى ضرورة وفاء كافة بلدان العالم بالتزامات (كوب 22) بمراكش واتفاق باريس (الذي سيدخل حيز التنفيذ في يناير المقبل)، بعد تراجع عدد من البلدان الكبرى عن التزاماتها في هذا الجانب. ومن جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي الجهوي لجهة الدارالبيضاء للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، السيد جماع المهدي ،في تصريح مماثل، إن هذه المسيرة التي يشكل الشباب المغربي العمود الفقري فيها، تأتي متزامنة مع مسيرات مماثلة على مستوى الوطني والدولي. وأضاف أن هؤلاء الشباب من خلال هذه المسيرة يدعون كافة المعنيين إلى تحمل مسؤوليتهم والوفاء بالتزاماتهم البيئية، لأن الضحية الأولى في هذه التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، هم فئة الأطفال والشباب. ومن جهة أخرى، أشار يوسف بلاج العضو بمنظمة غرين بيس العالمية ( السلام الاخصر ) أن هذه التظاهرة تهم الجميع لأنه خلال السنوات الأخيرة لوحظ بروز العديد من المشاكل البيئية من فيضانات وارتفاع درجة حرارة الأرض، مؤكدا على ضرورة تحرك الشباب لحث المسؤولين على الالتزام بالمقررات التي خرجت بها مؤتمرات المناخ . وأجمعت العديد من المداخلات بالمناسبة أن ارتفاع وثيرة مظاهر التغيرات المناخية في العالم من فيضانات وحرائق وارتفاع درجة الحرارة، لم يواكبها احترام الدول الصناعية للالتزامات الموقعة في إطار اتفاق باريس، بل على عكس ذلك، حاولت عدد منها الانسحاب من هذا الاتفاق، وهو ما دفع بقوى المجتمع المدني ومعه الشباب تعبئة الرأي العام الدولي من خلال تنظيم تظاهرات مختلفة الأشكال. ومنذ 20 شتنبر الجاري و الى غاية 27 منه شهدت العديد من كبيرات المدن و العواصم العالمية إضرابات عامة ومسيرات حاشدة في عواصم مختلفة حول العالم قادها الشباب ، ضمن مبادرة أسبوع المناخ الدولي التي دعت إليها منظمات بيئية عديدة احتجاجا على تباطؤ الحكومات فى التصدي لظاهرة تغير المناخ، وذلك تزامنا مع قمة الأممالمتحدة لمناقشة هذه الظاهرة في نيويورك.