يقترح المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشر من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، برمجة غنية ومتنوعة ترضي جميع الأذواق، حيث يقدم المسرح لزواره، في جو من الحميمية والألفة، طبقا موسيقيا متنوعا من مختلف الألوان. ولعل أبرز ما يميز المسرح الوطني عن باقي المنصات الست التي تحتضن مهرجان موازين، والتي تخصص كل واحدة منها للون موسيقي معين، هو تقديمه لعروض تنهل من مختلف المشارب الموسيقية. فبين أمسيات شرقية وأخرى غربية، وبين تقديم عروض من الموسيقى الأصيلة وأخرى من الموسيقى البديلة، يقترح المسرح الوطني محمد الخامس رحلة فريدة ودعوة حقيقية لاكتشاف أنماط موسيقية متنوعة ومتفردة. وهكذا، سيكون جمهور موازين على موعد هذه السنة بالمسرح الوطني محمد الخامس، مع باقة غنية تضم تسعة عروض تحبس الأنفاس. افتتاح حفلات المسرح الوطني محمد الخامس على إيقاعات الفلامينكو يرفع الستار عن أولى حفلات المسرح الوطني محمد الخامس، ليعلن بذلك افتتاح مهرجان موازين إيقاعات العالم، يوم غد الجمعة على الساعة السابعة والنصف مساء، وذلك على إيقاعات الفلامينكو الحماسية، حيث تعتلي فرقة "باليه فلامنكو دي اندلوسيا"، المؤسسة الأكثر شهرة على مستوى الفنون الشعبية الأندلسية، خشبة المسرح الوطني لتقدم لجمهورها وصلة فنية متميزة. وتضم فرقة "دي أندلوسيا"، التي تعد سفيرة الفلامينكو في جميع أنحاء العالم، ألمع أسماء راقصي هذا اللون التراثي الإسباني، من بينهم على الخصوص اسرايل غالفان، إيزابيل بايون، رافايل كامباليو، بلين مايا، باتريسيا غريرو ورافايلا كاراسكو. وفي ثاني أيام مهرجان موازين، يضرب المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط موعدا مع عشاق الأغنية الشرقية من الزمن الجميل، في واحدة من أكثر الحفلات المرتقبة لهذه السنة، والتي تحييها الفنانة السورية ميادة الحناوي. وتعد الديفا السورية جمهورها المتعطش لسماع الأغاني الطربية، بتقديم كوكتيل من الأغاني المتنوعة التي ميزت مسيرتها الفنية الغنية، وبصمت أكثر من جيل. ويزخر رصيد الفنانة ميادة الحناوي بمجموعة من خالدات الأغنية العربية الطربية الأصيلة، منها "أنا بعشقك"، "كان يا مكان"، و"الحب اللي كان"، حيث غنت لكبار الشعراء والملحنين العرب، من أمثال أحمد رامي ورياض السنباطى وبليغ حمدي. وتمكنت نجمة الغناء الطربي الأصيل، المغنية السورية ميادة الحناوي التي بدأت مسيرتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي، من التألق سريعا والانضمام إلى كوكبة الفنانين المتميزين، حيث حافظت منذ ذلك الوقت على مكانتها بين كبار الفنانين العرب. ويبقى مسرح محمد الخامس وفيا لشعار "الاكتشاف" الذي يرفعه، حيث سيقدم يوم الأحد 23 يونيو الجاري، لجمهور موازين، فرقة "مشروع ليلى"، وهي فرقة لبنانية شابة تمثل الاستعراض البديل في المشهد الفني العربي. وتتبنى الفرقة التي أنشأت في بيروت سنة 2008، أسلوبا موسيقيا متفردا يمزج بين موسيقى الروك ولمسات الإلكتروميوزيك، بالإضافة إلى أنغام الموسيقى الشرقية التقليدية، لتقدم بذلك لونا موسيقيا فريدا أضحى يمثل صوت شباب عربي يتوق إلى التخلص من القيود. موسيقى الراب، الهيب هوب والديسكو لإرضاء مختلف الأذواق سعيا منها إلى إرضاء مختلف الأذواق، تقدم منصة محمد الخامس يوم الاثنين 24 يونيو، عرضا خاصا بعشاق موسيقى الراب، حيث تستضيف مغني الراب الفرنسي من أصول كونغولية عبد المالك، الذي سيقدم لجمهور المهرجان مجموعة من أغانيه بأسلوبه الفريد الذي لاقى من خلاله نجاحا كبيرا، والذي يتميز بكلمات قوية مصحوبة بموسيقى صاخبة. ويتميز عبد المالك بأسلوب موسيقي مختلف، حيث أضفى على موسيقى الهيب هوب جمالية جديدة ومتفردة. وعرف عبد المالك الشاعر ومغني الراب والكاتب والمخرج، بدفاعه عن السلام، حيث دائما ما تحمل أغانيه معاني ورسائل قوية مصحوبة بموسيقى أقوى. وسيكون جمهور المسرح الوطني على موعد يوم الثلاثاء 25 يونيو، مع نجم آخر من نجوم الأغنية الفرنسية، ويتعلق الأمر بالمغني جوليان كليرك، الذي حصد مجموعة من الجوائز والتكريمات لقاء مسيرته الفنية التي بدأت في الستينيات، ولا تزال مستمرة بقوة إلى غاية اليوم. وتتواصل البرمجة المتميزة يوم الأربعاء 26 يونيو، مع عرض يصدح بإيقاعات الديسكو مع فرقة "سيستر سليدج"، يليه يوم الخميس 27 يونيو، حفل لعازف القيثارة الأمريكي ستانلي كلارك، الذي يعد واحدا من أكثر العازفين الموهوبين من أبناء جيله. الاحتفاء بالموروث العربي- الأندلسي وستكون الموسيقى المغربية والجزائرية نجمتا الحفل يوم الجمعة 28 يونيو، ممثلة بكل من سمير التومي، الذي يؤدي التراث الموسيقي العربي- الأندلسي، بدقة وإحساس ورثه عن أساتذته، وسناء مرحتي التي تمثل الجيل الجديد من مغني الملحون والموسيقى الغرناطية. أما يوم السبت 29 يونيو، فسيحل المصري محمد محسن ضيفا على مسرح محمد الخامس، ليقدم أمسية فنية متميزة بصوته الفريد الذي مكنه من الظفر بجائزة الهرم في فئة "أفضل مطرب شاب" سنة 2012. هي إذن تسعة عروض موسيقية متميزة تعد جمهور مهرجان موازين على العموم وجمهور المسرح الوطني محمد الخامس الشغوف بالموسيقى وحب الاكتشاف، بسهرات فنية متنوعة تنضب من ألوان ومشارب موسيقية مختلفة. وسيكون مسرح محمد الخامس الذي يعد القلب النابض للحياة الثقافية بالرباط، طيلة أيام المهرجان في دورته الثامنة عشر، شاهدا على حفلات أسطورية ستبقى راسخة في الذاكرة. يذكر أن الدورة الثامنة عشر من مهرجان موازين إيقاعات العالم، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تستمر على مدى تسعة أيام من 21 إلى غاية 29 يونيو 2019. ويشكل مهرجان موازين، الذي تأسس سنة 2001، بتنظيم من طرف جمعية مغرب الثقافات، ثاني أكبر مهرجان موسيقي بالعالم، من خلال استقباله خلال السنوات الأخيرة، لجمهور يق در بأزيد من مليوني ونصف المليون. ويستقبل المهرجان سنويا بمدينتي الرباط وسلا أبرز الأسماء في الموسيقى العربية والإفريقية والدولية، وكذا أفضل الفنانين المغاربة، حيث يمثل المهرجان فرصة مهمة للموسيقيين والمغنيين المغاربة، لاسيما الشباب لإبراز مواهبهم. ووفاء منه للقيم التي أ سس عليها، والمتمثلة في التسامح والانفتاح والاحترام والحوار، يوفر المهرجان الدخول المجاني ل 90 بالمائة من العروض سنويا.