استعرضت لطيفة أخرباش بسراييفو تجربة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في مجال محاربة خطاب الكراهية في المضامين الإعلامية. وأكدت أخرباش ،في كلمة لها خلال الاجتماع التاسع والأربعين للمنصة الأوربية لهيئات التقنين المنعقد خلال الفترة الممتدة من 29 إلى 31 ماي الجاري بالبوسنة والهرسك، على الطابع المعقد لمحاربة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، وذلك لكونه "ليس دائما خطابا رسميا وصريحا، إذ غالبا ما يأخذ شكل خطاب مبطن يستند لتلميحات أو إشارات ضمنية أو يدرج في قوالب هزلية، علاوة على كونه يصدر عن عدة فاعلين ويستهدف عدة فئات". واعتبرت بهذا الخصوص، أن " محاربة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام يجب أن تخضع باستمرار لواجب التمييز بين ما يدخل ضمن مهام السلطة القضائية وما يندرج في إطار التقنين الإعلامي". وبخصوص التجربة المغربية، أكدت أخرباش أن "الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تضطلع بمهام التقنين والمواكبة واليقظة في مجال محاربة مختلف تجليات وتعبيرات خطاب الكراهية والحث الصريح أو الضمني على العنف والإقصاء في المضامين السمعية البصرية". وأثناء حديثها عن السلطة الزجرية لهيأة التقنين المغربية، ذكرت أساسا بأنه "في إطار مهام تتبع برامج الخدمات السمعية البصرية، ودون المساس بمبدأ حرية الاتصال السمعي البصري وحق كل متعهد في إعداد وإنتاج برامجه بكل حرية وفي اختيار أشكال بثها، قامت الهيأة العليا باتخاذ عدة قرارات زجرية ترتبط خصوصا ببث برامج تتضمن عبارات تمييزية أو تمس بكرامة الإنسان". وفيما يتعلق بالالتزامات الدولية للهيأة العليا، أشارت السيدة أخرباش إلى أن الهيأة " ساهمت في إعداد دليل عملي مخصص لمحاربة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام السمعية البصرية بتعاون مع هيأتي التقنين الإيفوارية والتونسية، في إطار عمل شبكة الهيئات الفرنكوفونية لتقنين وسائل الإعلام وبدعم من المنظمة الدولية للفرنكوفونية". وتمحور البرنامج العام للاجتماع التاسع والأربعين للمنصة الأوربية لهيئات التقنين ،الذي شارك فيه وفد عن الهيأة العليا يضم رئيسة (الهاكا) السيدة لطيفة أخرباش و جعفر الكنسوسي عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، حول ثلاثة مواضيع كبرى تهم "محاربة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام"، و"حماية القاصرين في العالم الرقمي" و"الحقوق الرياضية". وتجدر الإشارة إلى أن (الهاكا) ،التي لها صفة الضيف بالمنصة الأوربية لهيئات التقنين، تشارك بانتظام في اجتماعات هذه الشبكة منذ سنة 2015 ،و تشكل هذه المنصة الأوربية ،المحدثة سنة 1995، منتدى للنقاش والتباحث وتبادل المعلومات حول مواضيع تهم قضايا التأطير القانوني ونماذج تقنين الاتصال السمعي البصري. وتضم المنصة 47 بلدا و53 عضوا من هيئات التقنين، بالإضافة إلى ملاحظين دائمين يمثلون ،بصفة خاصة، مجلس أوروبا واللجنة الأوروبية والمرصد الأوروبي للسمعي البصري ومكتب ممثل منظمة الأمن والتعاون بأوربا المكلف بحرية وسائل الإعلام.