خلق برنامج «اللقاء من الصفر» على قناة «إم بي سي 1»، يوم الأربعاء الأخير، الحدث لما أعاد الفنانة الكبيرة المعتزلة منذ ما يفوق 30 عاما عزيزة جلال إلى الأضواء. كانت حلقة مميزة أعادت التأكيد من جديد أن الصوت الجميل لا يتأثر بعوادي الزمن، بل يظل متوهجا مهما ابتعد عن الغناء. كانت أهم لحظة في هذا اللقاء مع منشطه مفيد النويصر، لما أطربت صاحبة أغنية «الحب لعبة» الجمهور برائعتها «مستنياك»، فأعادت بأدائها المميز المفعم بالأحاسيس الزمن إلى الوراء، كما لو أنها لم تعتزل قط، بل حتى شكل ملامحها لم يتغير كثيرا. أغنية «مستنياك» شكلت نقطة تحول في مسيرتها الفنية، لما كانت بوابة شهرتها الواسعة بالعالم العربي، وحملت توقيع الكبير الراحل محمد عبد الوهاب على مستوى كتابة الكلمات، أما الألحان فكانت لعملاق آخر الراحل بليغ حمدي. خلال هذا البرنامج اليومي، الذي يقدم قصصا توثيقية لحياة شخصيات من العالم العربي، كشفت الفنانة عزيزة جلال العديد من التفاصيل عن حياتها الخاصة والفنية، إذ تحدثت عن إصابتها بحمى شديدة، مباشرة بعد ولادتها بشهرين، كانت لها مضاعفات أدت إلى تعرضها للاستجماتيزم أو اللابؤرية في عينيها، وهو ما يعرف ب«الحول». هذا الحول كان له بالغ الأثر على طفولتها، إذ نصحها حينها الأطباء بضرورة ارتداء نظارة في هذه المرحلة المبكرة من عمرها، ولم تسلم لهذا السبب من سخرية الأطفال، إذ كانوا ينادونها ب«الحولة»، وهو ما أثر بشكل قاس على نفسيتها، ولطالما كانت تشكو لوالدتها مضايقات أقرانها المستمرة لها. كشفت الفنانة عزيزة جلال، أيضا، نقطة بداية نجاحها على المستوى العربي، إذ انطلق من الإمارات، وامتد إلى مصر، لتتمكن من الغناء حينها مع شركة «صوت الحب»، إذ كانت أول أغنية قدمتها تحمل عنوان «نتقابل سوا» مع السيد مكاوي، وحققت نجاحا كاسحا، مؤكدة أن مصر تظل هوليود الشرق، ومن ينجح فيها سينجح في كل العالم العربي. وأكدت صاحبة أغنية «والتقينا» أن الموجي ومحمد عبد الوهاب تبنياها فنيا، وقدماها بشكل لائق إلى الجمهور المصري، من خلال أغنية «الحب لعبة»، وحققت نجاحا كبيرا، قبل أن تأتي خطوتها القادمة متمثلة في أغنية «من حقك تعاتبني». وروت الفنانة المقتدرة عزيزة لمشاهدي برنامج «اللقاء من الصفر» حكاية وقعت لها مع الفنان محمد عبد الوهاب، لما أحيت حفلا لها في نادي الزمالك لأول مرة، وكانت مذاعة على التلفزيون، مباشرة بعد نهايتها، اتصل بها وقال لها: «إنتي مكسرة الدنيا يا هانم»، مؤكدة أن قصة الاتصال بينها وبين عبد الوهاب كانت حديث الصحافة حينذاك. إلي ذلك، فإن الفنانة عزيزة جلال، أعلنت قرارها اعتزالها، وهي في أوج عطائها الفني، بعد ارتباطها برجل أعمال سعودي عام 1985، لتتفرغ إلى شؤون أسرتها، قبل أن تظهر شهر غشت الماضي في مناسبة خاصة ذات طابع اجتماعي، وتتخذ خطوة أكبر في الظهور من خلال برنامج «اللقاء من الصفر». فهل تعد إطلالتها التلفزيونية هاته، علامة على احتمال عودتها من جديد إلى الساحة الغنائية؟