كان مهرجان «كان» يستعد لتكريم الممثل الفرنسي آلان ديلون، الأحد 19 ماي 2019، لكنَّ الممثلة البلجيكية الهولندية ساند فان روي، التي رفعت دعوى قضائية على المخرج الفرنسي لوك بيسون بتهمة الاغتصاب في العام الماضي (2018)، حرصت على إرسال رسالةٍ من خلال المهرجان. مجلة Variety الأمريكية سارتفان روي -التي أدَّت دور البطولة بفيلم Valerian and the City of a Thousand Planets الذي أخرجه بيسون- في أرجاء مهرجان كان احتجاجاً على منح ديلون جائزة السعفة الذهبية الشرفية وعرض فيلم Mr. Klein، في حين كانت تحمل على ظهرها وشماً مؤقتاً كبيراً يحمل جملة «أوقِفوا العنف ضد النساء»، مع رمز حركة «#أنا_أيضاً» أو «#MeToo». وقالت فان روي لمجلة Variety الأمريكية، إنَّها تحتج، لأنَّ «القطاع يستخدم الفن ذريعةً ليضع نفسه فوق القانون». وأضافت أنَّ «غير المكترِث يُعد شريكاً في ذلك». وكانت فان روي تشير باحتجاجها إلى تصريحات ديلون العلنية التي اعترف فيها بأنَّه صفع بعض النساء في حياته. يُذكَر أنَّ فان روي رفعت دعوى قضائية تتهم فيها بيسون بالاغتصاب في العام الماضي؛ وهو ما أدَّى إلى بدء تحقيقٍ أوَّليٍّ، لكنَّه أُغلِقَ بنهاية المطاف، في ديسمبر 2018، بسبب عدم وجود أدلة. ومع أنَّ ديلون لم يُتَّهم قَط بالعنف الأسري أو ارتكاب أي جريمة، فإن قرار إدارة مهرجان «كان» تكريمه قوبل بانتقاداتٍ من جانب المنظمات المناصرة لحقوق المرأة، مثل Osez le Feminisme بفرنسا وWomen and Hollywood في الولاياتالمتحدة. وبالإضافة إلى تصريحاته التي ذكر فيها أنَّه صفع بعض النساء، عارض ديلون السماح للآباء المثليين بتبنِّي الأطفال، وأعرب عن تعاطفه مع ساسةٍ يمينيين متطرفين. وفي وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري، انتشرت عريضة تُطالب المهرجان بإلغاء تكريم ديلون، وحصلت على نحو 20 ألف توقيع. وذكرت تقارير فرنسية أيضاً أنَّ سلمى حايك تراجعت عن حضور الحفل، لأنَّ تكريم ديلون يتعارض مع دورها البارز في حركة «#أنا_أيضاً»، ودورها باعتبارها ناشطة في مجال المساواة بين الجنسين. من جانبه تحدَّث تيري فريمو، مدير المهرجان، في مؤتمرٍ صحفي، بأول أيام المهرجان، عن الجدل المثار حول تكريم ديلون، وقلَّل من أهميته قائلاً: «(كان) لا يمنح ديلون جائزة نوبل للسلام!». وفي الوقت نفسه، قال ديلون في كلمته التي ألقاها الأحد 19 ماي 2019، إنَّه يَدين بمسيرته المهنية للنساء اللواتي قاتلن من أجله كي يصبح ممثلاً، وسرد بعض ذكريات السنوات الأولى من مسيرته. وفي إطار تكريمه، قدَّم ديلون عرض فيلم Mr. Klein الدرامي، الذي أخرجه جوزيف لوسي في عام 1976، ويسلِّط الضوء على التمييز ضد اليهود الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية وترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال.