كانت البصمات واضحة ولم تنفع كل محاولات الإخفاء والتستر في أن تحجب شبح العدل والإحسان عن مسيرة الأحد الداعمة لمعتقلي أحداث الحسيمة، ومع ذلك لم يكن الحضور بذلك الزخم الذي تخيلته الجماعة نصرة لقضيتها هي أولا وتأكيدا لماتقوله باستمرار لمن يطلبون سندها أنها وحدها تتمتع بالجماهيرية في المغرب وأن بقية التتنظيمات يسارية كانت أم يمينة لا تستطيع أن تحشد الجموع. ذلك أنه ورغم كل دعوات التجييش إن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الواقع و الانزال الذي قامت به جماعة العدل والإحسان و التي نزلت بكل ثقلها للسيطرة على المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها عائلات معتقلي احتجاجات الريف، اليوم بالرباط، فإن هذه المسيرة انطلقت محتشمة و انتهت باهتة، حيث لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 6000 مشارك، 90% منهم من اتباع و مريدي الجماعة. السمة المميزة للمسيرة الرباطية والتي لاحظها حتي المواطنون العاديون الذين أتوا للمشاركة فيها بحسن نية كانت هي غياب العلم الوطني بصفة نهائية مع تسجيلرفع بعض الرايات الأخرى و ترديد شعارات لا علاقة بمطالب عائلات المعتقلين، كمناصرة المحتجين في السودان والجزائر. متظاهرون للمفارقة الماكرة والصدفة التي ليست صدفة أبدا لم يسبق لهم أن رفعوا اعلاما غير اعلامهم الوطنية خلال الاحتجاجات التي نظموها. مسيرة الرباط المحتشمة سجلت انتكاسة الزفزافي الأب الذي صدته عائلات المعتقلين عن تصدر الصف الأول و قيادة المسيرة، و الذي تشبث ليس فقط بأن يتصدر المسيرة، بل أن تتمحور التظاهرة الاحتجاجية حول شخص ابنه دون بقية المعتقلين في إطار بحث عن الزعامة بين الأب والإبن يبدو أنه يؤثر على علاقة الرجلين معا مع بقية المعتقلين ومع عائلاتهم. العائلات على مايبدو فهمت المقلب منذ فترة طويلة، واستوعبت أن البعض يريد في أيام شيبته أن يعوض مافاته أيام الصغر بافتعال النضال بالشعارات والركوب على مآسي الناس الحكاية لم تبندئ بالأمس فقط حين منعت العائلات والد الزفزافي من الظهور في مقدمة المسيرة وامتطاء المراكب كلها مجددا، بل ابتدأت منذ طالبت العائلات بالتوزيع العادل والمتساوي للمساعدات والهبات خصوصا تلك التي تأتي من الخارج وتواصلت الحكاية يوم قالت العائلات لوالد ناصر "تحدث باسم إبنك فقط ودعنا نعش مآسينا التي ورطتمونا فيها'، ثم امتدت لكي تعبر عن نفسها مجددا يوم أطلق أحمد "لايفه" الأخير عبر الفيسبوك وانهالت عليه التعليقات تسأله " بأي وجه ستواجه العائلات ياهذا أنت الذي هددت باعتزال كل هذا ثم عدت لأن الميدان مربح ومثمر؟" امس كانت رسالة العائلات في الرباط واضحة: نريد عودة أبنائنا إلى المنازل، وإذا كانت لدى ناصر ووالد ناصر ومن يحركونهما حسابات أخرى فليفعلوا ذلك بعيدا عنا.. الناس سئمت من اللعب بها والاغتناء على حسابها بكاذب الشعارات وزائف الأفعال والأقوال هذه هي الخلاصة، وهذا في الحسيمة وفي غير الحسيمة من كل مدن المغرب. انتهى الكلام