"هذا فال زوين". هكذا علق أحدهم وهو يعلق على الجدي الصغير الذي خرج للتو إلى الوجو، في حالة نادرة نادرة شهدها قطب الماشية في اليوم الأول من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس, الذي فتح عشية أمس الثلاثاء أبوابه أمام المهنيين وممثلي وسائل الإعلام. "هي حالات تحدث بين الحين والآخر, وهذا مبعث تفاؤل" يقول حسن أحد العارضين من منطقة فكيك, مشيرا إلى أنه حضر لمرات عديدة كعارض وزائر للمعرض,وعاين حالات مماثلة ليس فقط بالنسبة للماعز ولكن أيضا بالنسبة للأبقار وكذلك الأغنام, "وعلى العموم نحن ككسابة ألفنا هذه المشاهد التي أصبحت في حكم المعتاد", يستطرد حسن, قائلا " هادشي مزيان, وحنا غادين كنتقدموا" وذلك في إشارة إلى التطور الذي يشهده المعرض عموما وقطب تربية المواشي على الخصوص. الرأي ذاته عبر عنه من جانبه زميله إدريس الذي سبق أن فاز لمرتين بجائزة أفضل مرب للأبقار, تتويجا لثوره الذي يزن طن و445 كيلوغرام. إدريس لفت إلى أن هناك فرق كبير بين معرض الأمس ومعرض اليوم, قائلا " إنتاج اللحوم عرف تطورا كبيرا وإذا سرنا بهذه الوتيرة سنحقق الاكتفاء الذاتي لم لا ونحن نعاين تعدد الأبقار التي تتعدى الطن بكثير". ومن المرتقب أن يشهد قطب تربية المواشي كالعادة أكبر إقبال, لاسيما خلال يومي السبت والأحد المقبلين, حيث سيفتح المعرض أبوابه أمام العموم, حيث هذا القطب إلى فضاء ل"النزاهة يحضر الكبير والصغير من مكناس وخارجها", يقول أحد المشرفين على قطب تربية الماشية. لكن المعرض ليس قطب تربية الماشية فقط, بل هناك أقطاب أخرى قطب الجهات ال12 للجهة, القطب الدولي, قطب المنتجات المحلية, قطب المنتوجات الفلاحية, هذا فضلا عن قطب المستلزمات الفلاحية, قطب الآلات, هذا فضلا عن قطب المؤتمرات والندوات وقطب المستشهرين والمؤسسات المساندة. لكن قبل ذلك وبعده, فالمعرض الذي ينعقد هذه السنة في سياق خاص, حيث يرتقب صياغة تصور جديد للمخطط الأخضر, تنفيذا للتعليمات الملكية, الهادفة إلى توسيع الاستثمار في المجال الفلاحي من أجل خلق المشاريع المحدثة لفرص الشغل وذلك في أفق انبثاق طبقة وسطى فلاحية. إعطاء شرف تنظيم أحد أكبر الملتقيات الفلاحية على الصعيد الإفريقي لمدينة مكناس, تعتبرها ساكنة المدينة مبادرة مولوية تهدف إلى تثمين المقدرات الفلاحية والطبيعية والاقتصادية للعمالة والجهة على السواء ، كما اعتبروها أيضا مبادرة ملكية لافتة للنهوض بأوضاع ساكنة العمالة والجهة موازاة مع جهات أخرى ، ولم يكتف جلالته بذلك فقط بل قام بمبادرة أخرى لاتقل أهمية حينما أشرف جلالته في مناسبة سابقة على إحداث قطب المنتجات الغذائية بمنطقة الحاج قدورجنوب مدينة مكناس. كما أن احتضان مدينة مكناس للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بانتظام سنويا خلال شهري أبريل وماي هو الحدث الوطني الأول لكونه يستقطب الفاعلين في القطاع الفلاحي على المستويين الوطني والدولي بهدف تبادل الخبرات والتجارب والاطلاع على التطورات التي يشهدها القطاع في مختلف المجالات ، وهو أيضا حدث يعرف بالمدينة التي تتوفرعلى مخزون تراثي هام في حاجة ماسة إلى تثمينه على المستوى السياحي . هو أيضا حدث هام بالنسبة للمدينة التي تنتعش العديد من القطاعات الخدماتية خلال كل دورة من دوراته . إذ تشهد المؤسسات الفندقية إقبالا كبيرا يفوق طاقتها الاستيعابية ما يجعل الزوار والمهنيين يستقرون بفنادق مدينتي فاس وإيفران بل منهم من يستقر فنادق الرباط . وبالنظر إلى محدودية الطاقة الاستيعابية للفنادق المصنفة وغيلر المصنفة بمدينة مكناس،فإن هناك من المهنيين ومسيري الشركات والمقاولات الوطنية والدولية الذين يستقرون بدور الضيافة والشقق المفروشة المعدة للكراء بمختلف أحياء المدينة . وهي مناسبة أيضا للعديد من المواطنين بأحياء بني امحمد والسباتا والزيتون والتواركة والقصبة وأكدال وسيدي اعمرالحسيني يستغلونها لكراء منازلهم خلال مدد معينة بمبالغ مالية تختلف من منزل إلى آخر حسب موقعه وتجهيزاته كما الشقق بالمدينةالجديدة التي غالبا مايلجأ إلى الإقامة بها مسيرو المقاولات والشركات ومستخدموها . ورغم أن الفضاء المخصص للملتقى الدولي للفلاحة يحتوي على فضاءات للمقاهي والمطاعم إلا أن العديد من زوار الملتقى غالبا يتناولون وجباته الغذائية بمختلف مطاعم المدينة . ويجمع العديد من المواطنين بمدينة مكناس أن للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب الذي ينظم بمدينة مكناس له انعكاسات إيجابية على شتى المجالات, بفضل الرواج الذي تشهده المدينة, علما بأن المنظمين ينتظرون مليون زائر.