دعا المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، اليوم السبت بالداخلة، إلى تعزيز الاندماج الإقليمي لفائدة التنمية والنمو لاسيما بالقارة الإفريقية، والذي يظل رهينا بمدى قدرة البلدان والحكومات على الابتكار وتطوير قدرات الإبداع والريادة التكنولوجية لديها. وأكد شرودر، في مداخلة له خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السنوية الخامسة للمنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال الفترة ما بين 14 و17 مارس الجاري، على الحاجة إلى إعمال روح المبادرة والمغامرة لدى الباحثين والسياسيين لتأطير مختلف الجهود الرامية إلى تطوير الاستثمارات والنهوض بالتنمية المستدامة. كما دعا إلى تضافر جهود دول الشمال والجنوب، على حد سواء، ووفق أجندة مشتركة، لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات العالمية، خاصة في مجال إحلال الأمن والسلام، معتبرا في هذا الصدد أنه "بدون الأمن لا يمكن الحديث عن التنمية". وأشار إلى أهمية إرساء تعاون متعدد الأطراف يرتكز على ثلاثة محاور، تتمثل في تقوية الاستثمارات الخاصة في إفريقيا لتعزيز آفاق التنمية المستدامة وخلق فرص الشغل، وتقوية البنيات التحتية في قطاعي النقل والاتصالات، وتقوية التكوين المهني بشكل يلائم حاجيات سوق العمل. وبعد أن أبرز أهمية التعاون القاري في إفريقيا وآسيا في مجال تطوير الاستثمارات، سجل السيد شرودر إلى أن العالم يمر من مرحلة انتقالية لها آثارها ونتائجها السياسية والاقتصادية، لاسيما مع الصعود القوي للصين وعلاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مما يذكي التوقعات ببوادر نظام جديد قد تكون له تأثيراته على التنمية المستدامة. واعتبر أن الشركات الكبرى تقع عليها المسؤولية في تطوير النمو الاقتصادي العالمي، من خلال التركيز على التكنولوجيا الجديدة والمساهمة في تطوير قدرات الإبداع والريادة التكنولوجية والكفاءات المؤهلة. وشدد على ضرورة محاربة فكرة "صدام الحضارات" بالنظر إلى أنها لن تؤدي سوى إلى تشجيع التطرف، داعيا في الوقت ذاته إلى تشجيع سبل التعايش والتسامح والعدالة بين جميع الثقافات. من جهته، أكد نائب رئيس وزراء غينيا الاستوائية، السيد ألفونسو نسو موكوي، أن الشباب الأفارقة تنقصهم الريادة والاندماج في اتخاذ القرارات وإرساء استراتيجيات تنموية. واعتبر أن فئة الشباب، التي تشكل النواة الصلبة لإقلاع القارة، مدعوة إلى لعب دور نشيط، مبرزا أهمية التعليم في تكوين القادة الشباب صناع قرار المستقبل. وقال السيد موكوي "إن شبابنا يمثلون ثورة يجب صيانتها واستثمارها من أجل تحقيق أهداف النمو والتنمية الاقتصادية". وتنعقد الدورة السنوية لمنتدى كرانس مونتانا التي تخصص لإفريقيا والتعاون جنوب-جنوب، بمدينة الداخلة من 14 إلى 17 مارس الجاري، للسنة الخامسة على التوالي، حيث يشارك في هذا المنتدى رؤساء دول وحكومات، ووزراء ومنظمات إقليمية ودولية وبرلمانية وعدد من المقاولات المنحدرة من إفريقيا وحزام جنوب-جنوب ومن العالم بأسره. وتقترح دورة 2019 فتح تفكير عميق حول الوسائل الكفيلة ببناء إفريقيا قوية وحديثة لفائدة شبابها، من خلال تسليط الضوء على مواضيع الأمن الطاقي والمتطلبات البيئية والاقتصاد الرقمي والصحة العمومية والفلاحة المستدامة والنهوض بريادة أعمال الشباب والريادة النسائية.