أضحى منتدى كرانس مونتانا، الذي يطفئ هذه السنة شمعته الخامسة، موعدا دوليا رئيسيا بفضل المواضيع التي يتناولها والمستوى المتميز للمشاركين الذين يتوافدون عليه من مختلف دوائر صناعة القرار السياسي، وعالم الأعمال والفكر ومنظمات المجتمع المدني، وكذا نخبة من صناع الرأي حول مختلف مناطق العالم. واختار القائمون على هذا المنتدى، مرة أخرى، أن يعقدوا دورتهم السنوية في مدينة الداخلة التي باتت تعرف ب"جوهرة الجنوب"، لما تحظى به من مكانة جغرافية متميزة على الصعيد الوطني باعتبارها قاطرة التنمية بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن موقعها الاستراتيجي المهم كحلقة وصل بين المغرب والقارة الإفريقية. ولم يعد خافيا على أحد الإشعاع الدولي والنضج الكبير الذي أصبح يتمتع به هذا الموعد السنوي، إذ سهر منذ دورته الأولى على تسليط الضوء على مختلف التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية وتعيق عملية إقلاعها إلى جانب إغناء النقاش حول الاندماج الإفريقي والتعاون جنوب جنوب والتنمية المشتركة. وجريا على نهج الدورات السابقة، تقترح دورة 2019 فتح تفكير عميق حول الوسائل الكفيلة ببناء إفريقيا قوية وحديثة لفائدة شبابها، من خلال تسليط الضوء على مواضيع من قبيل اندماج الشباب والنهوض بوضعية المرأة بإفريقيا والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة وحل النزاعات والتنقل والثورة الرقمية. وفي هذا السياق، يكرس منتدى كرانس مونتانا موقعه ك"مختبر للأفكار" من شأنه إضفاء دفعة قوية لمسلسل التفكير والاقتراحات المرتبطة بالتعاون جنوب-جنوب، حيث يسعى المنظمون إلى استثمار المكتسبات السابقة للارتقاء بهذا المنتدى إلى موعد مرجعي للحوار المنفتح والشفاف والبناء حول القارة الإفريقية الصاعدة. ولن تخرج هذه الدورة عن سابقاتها، حيث سيتم التركيز على التحديات التي تعيق تقدم إفريقيا في مجالات متعددة من أبرزها الطاقات المتجددة والفلاحة المستدامة والمتطلبات البيئية والاقتصاد الرقمي والصحة العمومية والنهوض بريادة أعمال الشباب والريادة النسائية. وباعتبارها محركا للنمو وصانعة قرار المستقبل، توجد فئة الشباب في قلب برنامج منتدى كرانس مونتانا 2019، حيث سيستعرض الوسائل الكفيلة بتقوية مشاركة الشباب في مكافحة التطرف، والنهوض بدور المنظمات الشبابية في صون السلم والانخراط بشكل كامل وفعال في مسلسل اتخاذ القرار. وفي هذا الصدد، سيعمل المنتدى على مواكبة ودعم ما مجموعه 60 شابا من مختلف الجنسيات والمشارب، من خلال مبادرة "قادة شباب المستقبل" بهدف مساعدتهم على تقوية شبكاتهم العلائقية واستثمار الفرص التي يتمتع بها هذا الرصيد الشبابي لكي يلتحق بركب القوى الصاعدة. وسيتم التركيز أيضا خلال المنتدى، على إقلاع إفريقيا والتحول الرقمي الذي من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة بالنسبة للتعليم، والمالية والطاقة والتنقل والصحة والفلاحة، مع العمل على تنمية منظومة ملائمة للابتكار الرقمي وازدهار شبيبة إفريقية موهوبة. والأكيد أن احتضان الداخلة لموعد من هذا الحجم، يجعل منها قاطرة للتنمية المستدامة والمندمجة بإفريقيا وحاملة للواء كلمة وأمل شباب إفريقي طموح ومتفائل يثق في قدراته وقوي بمواقفه، كمدخل لتقدم إفريقي يعود بالنفع على جميع الأطراف المنخرطة في مسلسل التنمية القارية.