عاودت قاعة سينما غويا بطنجة إيقاعها المعتاد، بعد ترميمها، بعرض سينمائي جد مميز عشية السبت 2 مارسي الجاري، وهو "من رمل و نار ( الحلم المستحيل)" للمخرج السينمائي المغربي سهيل بنبركة، الذي يعد التجربة السينمائية الثامنة له في مشواره السينمائي المحترم. الفيلم حضره العديد من الفنانين و المهنيين السينمائيين و النقاد و رواد المهرجان، الذين استحسنوا جميعا هاته التحفة السينمائية التي ترقى مصاف الأفلام السينمائية العالمية بالنظر إلى التقنيات الموظفة والإيقاع الفيلمي المتوازن والأداء اللافت لأغلب الممثلين من الاجانب و المغاربة. ويرصد فيلم سهيل بن بركة الجديد مغامرات وسفريات الرحالة الاسباني "دومينغو باديا" الشهير باسم "علي باي" منذ أن قرر من مدينة طنجة بدء رحالاته نحو عدد من المناطق في العالم الاسلامي بداية القرن التاسع عشر الميلادي. ويُعتبر "علي باي" أحد الاسماء المعروفة في مجال الرحلات والمغامرين الاوائل وحتى الجواسيس، كان قد جاء إلى طنجة في سنة 1807، وأقام بها مدة طويلة تعلم فيها الحديث باللغة العربية، وبها غير اسمه إلى "علي باي". وانطلق من طنجة نحو عدد من البلدان في شمال فريقيا وصولا إلى مكة، التي يعتبر هو أول أوروبي دخل إلى الحرم المكي على أنه مسلم، ثم جال في عدد من المناطق التابعة للامبراطورية العثمانية. وتتحدث العديد من كتب السيرة عن حياة علي باي، على أنه كان جاسوسا ارسلته إسبانيا لتقصي الحقائق واكتشاف واقع الحال في المغرب والبلدان العربية للإعداد للمرحلة الاستعمارية