فاس 2 مارس 2019/ومع/ قال وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، محمد ساجد، إنه يجب تطوير التراث الثقافي والحضاري للعاصمة الإدريسية وتثمينه لما يساعد على إقلاع المدينة الألفية. وأضاف السيد ساجد الذي كان يتحدث مساء الجمعة بفاس بمناسبة الدورة الأولى من مبادرة "أيام التأثير الإعلامي" المنظمة من طرف المجلس الجهوي للسياحة إن مجموع المتدخلين في القطاع السياحي ومكونات المجتمع مدعوون للاستثمار ومضاعفة الجهود ليصبح التراث العريق الذي تزخر به فاس عنصرا أساسيا لحفز إقلاعها بما يجعل هذا الماضي العريق عنصرصا هاما في بناء مستقبل الأجيال الجديدة. وأوضح خلال هذا الحدث الذي يستهدف إطلاع وسائل الإعلام المغربية على التحولات التي تشهدها المدينة العريق لفاس علاوة على ثقافتها وأسلوب عيشها وتقاليدها ومميزاتها الطبيعية إن "فاس يجب أن تكون أول وجهة وطنية لنا لأن هذه المدينة الرمز ذات التاريخ العريق والتي تحمل حضارتنا وثقافتنا لا مثيل لها في المغرب من حيث التراث والثقافة". وتناول برامج التأهيل الذي تخضع له المدينة العتيقة لفاس برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس مبرزا أن هذه الدفعة الملكية تمثل خطوة رائعة تتيح لنا التواصل مع جذورنا وإظهار أفضل ما لدينا من حيث التقاليد والعادات والحضارة. وأضاف أن "ما يجعل ثرائنا وأصالتنا هي تقاليدنا في الانفتاح والتعايش" موضحا أن وسائل الإعلام الوطنية مدعوة للمساهمة في نشر هذا "التراث الاستثنائي" ، بما في ذلك جعل مسألة تثمينه أولوية". ومن جانبه قال عزيز اللبار رئيس المركز الجهوي للسياحة بفاس إن هذا النوع من التظاهرات من شأنها المساهمة في إضفاء نفس جديد على القطاع السياحي في الجهة. وأضاف "يجب أن نبني معا قاعدة سياحية" مشيرا إلى أن "إعادة إطلاق السياحة في فاس ليست مجرد مسألة بنية تحتية ووسائل ، وإنما إرادة جماعية تشمل جميع شرائح المجتمع ويشارك فيها الى جانب المهنيين وجميع المؤسسات ومكونات المجتمع ". وأبرز الأهمية التي يمثلها التراث العالمي لمدينة فاس كإرث للإنسانية يتعين الحفاظ عليه وتثمينه. وقال "باعتبارنا ممثلين للقطاع، نحن مستعدون للمساهمة في تدعيم القطاع السياحي للمدينة" ، مشيرا إلى أن إحياء السياحة في المدينة يتطلب ، من بين أمور أخرى ، إنشاء منطقة سياحية مناسبة ، ومركز مؤتمرات من مستوى عال، وزيادة الترويج السياحي وإعادة تأهيل بعض الأماكن في المدينة العتيقة. ويوجد ضمن برنامج هذه الرحلة الصحافية لاكتشاف مدينة فاس المنظمة بالشراكة مع ولاية فاسمكناس، لقاءات بين الصحفيين ومسؤولي المدينة والمهنيين في هذا القطاع ، واكتشاف معالم جذب جديدة لهذه الوجهة السياحية وعرض مختلف برامج تجديد وتأهيل المعالم التاريخية و المدينة. يذكر أنه في إطار الرعاية الملكية للنهوض بمدينة فاس وتأهيلها لجعلها فضاء للفن والثقافة ومركزا روحيا بامتياز، تم تنفيذ برنامج استهدف ترميم 27 نصبا وموقعا تاريخيا وحوالي 4 آلاف بناية مهددة بالانهيار، بالإضافة إلى عدد من المدابغ والجسور والمدارس العتيقة التي تعود للمرينيين بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر وأسواق ومدابغ وأبراج، وهو ما مكن من استعادة جل هذه المعالم لوظائفها الأصلية والتي تم إنجازها باستثمارات فاقت 615 مليون درهم. كما تم تجديد ثلاث مدارس عتيقة تستقبل في الوقت الحاضر طلبة جامعة القرويين وهي "المدرسة المحمدية"، و"مدرسة الصفارين"، و"المدرسة البوعنانية". واستكمالا لهذا المشروع الطموح، تم التوقيع أمام جلالة الملك محمد السادس بتاريخ 14 ماي 2018 على البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس الممتد الى العام 2023. ويهم بالأساس تأهيل 39 موقعا تاريخيا للأنشطة الاقتصادية (فنادق تقليدية، ورشات، أسواق) و10 مساجد وكتاتيب قرآنية، وتثمين 11 موقعا تاريخيا، و(الساعة المائية ومتحف الثقافة اليهودية)، وترميم وتأهيل معلمة دار المكينة. ويأتي هذا المخطط لاستكمال برنامج إعادة تأهيل وترميم المعالم التاريخية، وتعزيز البرنامج الجاري إنجازه حاليا، والذي يشمل تهيئة 8 مرائب للسيارات، وترصيف الممرات، وتجديد نظام التشوير، ووضع نظام إلكتروني للمعلومات الموجهة لتطوير المنتوج السياحي.