تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا صوتيا لحديث خطير منسوب لعبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعلي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، وهو رجل أعمال نافذ ومقرب من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس. التسجيل الذي أثار غضبا عارما بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر خشية داعمي العهدة الخامسة (ترشح الرئيس الحالي للمرة الخامسة) من الحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة، وأبان أن سلال يخشى من التعرض لإطلاق النار خلال احتكاكه بمتظاهرين معارضين، وأنه مستعد للرد بالمثل في حال حدوث ذلك. وكانت شبكة "يورونيوز" قد نقلت عن مصادر لم تسمها، إقالة مدير الاستخبارات الداخلية في الجزائر بعد نشر التسجيل، غير أنها حذفته لاحقا من الموقع الإلكتروني لكنها أبقته على صفحتها الرسمية على "تويتر". التسريب الصوتي يتضمن ما دار بين سلال وعلي حداد وآخرين لم تتضح هويتهم، أثناء اجتماع عبر الهاتف، بحثوا فيه تحضير لقاء لشيوخ الزوايا في مدينة عين وسارة التابعة لولاية الجلفة 300 (جنوب العاصمة). وأظهر التسجيل الصوتي أن الشخصيتين القريبتين جدا من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أجريا تقييما للمسيرات المنتظرة غداً الجمعة الأول من مارس 2019، ضد العهدة الخامسة. ونقل حداد توقعات شخص يدعى إسماعيل بأن "المظاهرات سوف تنتشر في الداخل (المدن الداخلية)، مع احتمال غلق الطريق الوطني السريع رقم 01 الرابط بين العاصمة وولاية الجلفة. ليرد سلال قائلا: "لا.. مش رايحة تمشي (لن نتنشر)". وأشار حداد في التسجيل إلى اعتداءات وقعت بطريق العفرون (ولاية البليدة)، لكن سلال رد بأن "أي اعتداء سيقابل برد قاسٍ من قبل الدرك الوطني.. الدرك لا يلعب". وبناء على كلام سلال فإن الحديث المسرب بينه وبين حداد حديث جدا، سواء يوم 24 فبراير أو بعدها بيوم، والتسجيل تم تسريبه أمس 27 فبراير. وذهب عبد المالك سلال للحديث عن زيارته غدا الجمعة إلى مدينة عين وسارة بولاية الجلفة للقاء لجمعية الزوايا، مؤكدا أنه سيذهب ولن يخشى الاحتجاجات، وأنه لا يهتم لذلك لأن حرسه الخاص يحمل أسلحة كلاشينكوف وأنه إذا تعرض لإطلاق النار فإن الحرس سيفتح النار على المتظاهرين، وإذا كانت الأمور هادئة سيجلس قليلا هناك يتناول وجبة الغداء والتوجه للمسجد ثم يغادر. وكان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، حذر الشعب الجزائري من تكرار نموذج الحرب في سوريا، فيما قاطعه نواب بالبرلمان وغادروا القاعة، بينما تتأهب البلاد لمظاهرات مليونية جديدة ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، غدا الجمعة. ودعا أويحي في كلمته، اليوم الخميس، في البرلمان، حسبما نقلت قناة "النهار"، "الشباب إلى التعقل وحيا روح السلمية التي أبداها المتظاهرون خلال المسيرات"، غير أنه "حذّر من بعض الأطراف التي تريد استغلال الأوضاع لزرع الفتنة، والدعوة إلى الخراب". وتابع "أن المسيرات في سوريا بدأت بالورود وانتهت بالدم"، مضيفا "نقول للجزائريين، من حقكم الاختلاف مع النظام لكن لا نريد الاختلاف مع الوطن، الجزائر عانت كثيرا وبكت كثيرا، لا نريد عودة الخراب". ووضع بوتفليقة الموجود في الحكم منذ عام 1999، حدا لأشهر طويلة من التكهنات مع إعلانه في 10 فبراير قراره السعي لولاية خامسة. وأثار القرار موجة احتجاجات لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما بالنسبة إلى انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرة الرئيس ومحيطه. وأعيد انتخاب بوتفليقة منذ عام 1999 بشكل متواصل، لكن الأخير لم يعد يظهر إلى العلن إلا نادرا منذ أن تعرض لجلطة دماغية عام 2013.