وسط هتافات وشعارات المتظاهرين المدوية في شارع "موريس أودان" بقلب الجزائر العاصمة، إنحنى على قدميه ليمنح زهرة بيضاء اللون لأحد أفراد قوات مكافحة الشغب الحامل في يده عصًا خشبية. دقائق فقط حتى بدأت أصوات المتظاهرين ترتفع في الأرجاء "النظام مجرم.. لا للعهدة الخامسة.. إرحلوا عنا " و "الجزائر حرة ديمقراطية، سلمية.. سلمية.. لا تخريب لا تكسير نريد التغيير". في تلك الأثناء، وفق مانقله موقع كل شيء عن الجزائر، حاولت مصالح الأمن إحكام قبضتها على الحركة الاحتجاجية لمنع توسُع رقعة المظاهرات، بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع، لكن حصل العكس تمامًا، عندما بدأت حشود المحتجين تتضاعف شيئا فشئيا . وفيما طوقت قوات مكافحة الشغب المكان. اقتادت الشرطة بالزي المدني، بعض من أفراد حركة مواطنة إلى شاحنات رُكنت بالقرب من عين المكان بهدف إبعادهم عن مكان التجمع، كما تمت مصادرة آلات التصورين التي كان يستعملها بعض النشطاء لنقل مشاهد الاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إجراء لم ينجح في ثني إصرار المحتجين على مواصلة التظاهر لتستمر معركة "الكر والفر" لساعات بعد اهتداء المتظاهرين للإستعانة بقاروات "الخل" لإزالة مفعول الغازات المسيلة للدموع والاستمرار في التظاهر. وأبدى العديد من المتظاهرين إعجابهم بقوة وحماسة النساء الجزائريات اللواتي ردّدن بأعلى صوت ومن دون خوف، شعارات مناهضة للعهدة الخامسة. المشاركون في الإحتجاج لم يكونوا من فئة الشباب فقط، بعدما قرر شيوخ وعجائز النزول إلى شارع ديدوش مراد لتقاسم نفس المطالب. استمرت الاحتجاجات لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن يغادر الجميع في هدوء تام بعد يوم كان غير عادي، ضاربين الموعد يوم الفاتح مارس. وهي المسيرة الثانية التي يرتقب أن ينظمها الجزائريون بكل ولايات الوطن، رفضًا للعهدة الخامسة.