بعد مسار امتد لقرابة 14 سنة, وجد سعيد احميدوش نفسه على رأس العاصمة الاقتصادية للمملكة. خلال مساره الدراسي وحتى المهني, قد يكون احميدوش قد توقع كل شيئ , إلا أن يجد نفسه في هذا المنصب. ابن الريف الذي رأى النور بالناظور, تدرج في عدة قطاعات, بعد مسار دراسي ناحج توجه بدبلوم مهندس من مدرسة المعادن بباريس. بعد العودة إلى المغرب, بدأ سعيد احميدوش مساره المهني سنة 1985 كمهندس بشركة "لاسمير"، قبل أن يتولى مهام مدير بشركة "Alliance Africaine d'Assurances" سنة 1986، ثم مهام نائب المدير العام لشركة "Compagnie Africaine d'Assurance" ابتداء من سنة 1990، وهي المهام التي ظل يشغلها إلى غاية سنة 2000، سنة تعيينه مديرا عاما لشركة "CNIA Assurance". وفي مارس 2005،التحق ببورصة الدارالبيضاء كرئيس لمجلسها الإداري, لكنه لم يمكث في هذا المنصب طويلا في هذا المنصب, إذ مباشرة بعد ذلك وفي العام ذاته, سيعين مديرا عاما للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي, ليقترن اسمه باسم هذه المؤسسة ل14 سنة, بل إن الفضل, يعود لهذه المؤسسة التي مكنته من التعبير على إمكانياته المشرفة في التسيير, حيث وقع على أداء أكثر من جيد, وجعل الصندوق يسير وفق المعايير الأوروبية. كما ارتفعت الانخراطات, وتمت المحافظة على التوازنات, لحد دفع بالأسبوعية "ماروك إيبدو" إلى اختياره كرجل السنة في 2018.يقول مقربون من شخصية احميدوش إنه رجل صبور, مع إصرار لافت عندما يريد تحقيق هدف يراه هو الصحيح, وهو ما تجلى عندما "ناضل" من أجل إعادة دمج AMO من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. فهل تسعف هذه الإنجازات والخبرة احميدوش بحمل ثقيل لأكبر جهة بالمملكة,ولاسيما الدارالبيضاء, العاصمة الاقتصادية للمملكة.المدينة تعرف مشاكل عديدة, لاسيما على مستوى النقل والسلاسة الطرقية, كما تعاني على المستوى البيئي, وتراجع في الخدمات والمرافق, بل وتعاني على المستوى الأمني, وعلى مستوى تشويه معالم المدينة, معماريا وعلى مستوى الأنشطة التجارية غير المهيكلة. فهل يتمكن ابن الريف من إعادة التوهج لمدينة كانت تبدو معلمة أوروبية بالقارة الإفريقية؟