بعد نحو أسبوع من التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأمريكي والديمقراطيين على رفع مؤقت للإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد، عاد مجدداً دونالد ترامب للضغط على المشرعين الديمقراطيين والتهديد بفرض حالة الطوارئ في أمريكا من أجل الموافقة على تخصيص ميزانية خاصة لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة 1 فبراير 2019، أنه قد يعلن حالة الطوارئ قريباً، للالتفاف على الكونغرس وبناء الجدار على الحدود مع المكسيك. وقال ترامب، خلال حديث مع صحفيين في البيت الأبيض، بعد اجتماع بشأن الاتجار بالبشر: «أعتقد أن ثمة فرصاً كبيرة بأن نضطر إلى القيام بذلك». فهل سيعلن ذلك بمناسبة خطابه حول حالة الاتحاد مساء الثلاثاء 5 فبراير 2019، أمام الكونغرس المجتمِع بأعضائه بالكامل؟ دون أن يؤكد ذلك، ولمح إلى أن الأمر سيكون كذلك، قائلاً: «أصغوا جيداً إلى الخطاب». ولإنهاء أطول إغلاق في تاريخ الولاياتالمتحدة، رضخ ترامب في نهاية يناير/كانون الثاني 2019، أمام خصومه السياسيين، وقبِل تمويلاً مؤقتاً للأجهزة الفدرالية من دون تخصيص أموال للجدار، لكن الإجراء مؤقت وينتهي في 15 فبراير 2019. وحتى ذلك التاريخ، على الجمهوريين -الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ- والديمقراطيين في الكونغرس إيجاد تسوية دائمة للموازنة. وتتعثر المباحثات مجدداً حول تمويل الجدار، الذي يعارضه الديمقراطيون بشدة. وأعلن الرئيس الأمريكي، الجمعة 25 يناير 2019، التوصل إلى اتفاق بشأن تشريع لإعادة عمل الحكومة الأمريكية حتى 15 فبراير 2019، ووضع حد ولو مؤقتا لأطول إغلاق حكومي جزئي في تاريخ أمريكا. وقال ترامب، في البيت الأبيض: «أنا فخور للغاية بأن أعلن اليوم أننا توصلنا إلى اتفاق لإنهاء إغلاق الحكومة الاتحادية وإعادة عملها». وأضاف ترامب أن لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستجتمع، لمناقشة احتياجات أمن الحدود في البلاد. لكن الرئيس الأمريكي عاد ليهدد بفرض إغلاق حكومي جزئي جديد إذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق حول الجدار الحدودي مع المكسيك. وتسبب الإغلاق الحكومي الجزئي بأمريكا في الكثير من المشاكل، خاصة بالنسبة للموظفين الذين توقفت أجورهم، في ظل الصراع بين الديمقراطيين بقيادة نانسي بيلوسي، والجمهوريين بقيادة الرئيس دونالد ترامب.