أعلن أنطوني زيني، الموفد الأمريكي لحل الأزمة الخليجية استقالته من منصبه، بينما كان يرافق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في جولته الشرق الأوسطية. وقال زيني في تصريح لشبكة «سي بي إس» الأمريكية، الثلاثاء 8 يناير 2019، إنه استقال «بسبب عدم رغبة القادة الإقليميين في وساطة عرضنا القيام بها، أو تسهيل إنجاحها». وقال روبرت بالادينو، المتحدث باسم الخارجية الموجود في عمان برفقة وزير الخارجية مايك بومبيو، لوكالة الأنباء الفرنسية «إن مهمة الجنرال زيني كانت تقضي بتغليب مفهوم التحالف الاستراتيجي في الشرق الاوسط، وبدء طرح هذا المفهوم أمام قادة المنطقة، وهذا ما يجري بفضل الجهود التي بذلها». إلا أن الشبكة الأمريكية اعتبرت أن الجنرال زيني يرى أن دوره كان مهمشاً في حل الأزمة الخليجية ، لأن مسؤولين كباراً آخرين في إدارة ترامب كلفوا بالعمل على الترويج لهذا التحالف، أي قيام نوع من الحلف الأطلسي العربي ترغب فيه واشنطن لمواجهة النفوذ الإقليمي الإيراني. وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الإدارة «ستُواصل العمل لإنجاح هذا المسعى» لحل الأزمة الخليجية ، مضيفاً: «لقد أبلغنا الجنرال زيني أنه سيبقى تحت التصرف في حال دعت الحاجة إليه»، موجهاً شكره للموفد المستقيل. وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب عيَّنته عام 2017، للعمل على تسوية الخلاف القائم بين السعودية وقطر، وهو جنرال متقاعد انضمَّ إلى وزارة الخارجية عام 2017. والمفارقة أن استقالة الموفد الأمريكي لحل الأزمة الخليجية جاءت قبيل جولة من المقرر أن يقوم بها بومبيو إلى الدول الست في مجلس التعاون الخليجي، لحثّها على تناسي خلافاتها والتوحد ضد إيران. ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى عمان الثلاثاء (8 يناير كانون الثاني) في المرحلة الأولى من جولة يقوم بها في الشرق الأوسط. وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قبيل لقائه مع الملك عبد الله عاهل الأردن. ومن المتوقع أن يؤكد بومبيو على الحاجة للمساءلة والمحاسبة فيما يتعلق بالتحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وتشمل جولته في المنطقة زيارة للعاصمة السعودية الرياض. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن بومبيو سيزور كذلك مصر والبحرين والإمارات وقطر وسلطنة عمان والكويت في إطار جولته التي تستمر حتى 15 يناير كانون الثاني. وكانت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة قطعت علاقاتها بقطر عام 2017، وفرضت عليها حصاراً اقتصادياً، بعد اتهامها بدعم مجموعات إسلامية متطرفة والتقرب من إيران.