اعتقلت مصالح الأمن الاسبانية، الأسبوع المنصرم، بارون مخدرات مغربي، مبحوث عنه من طرف الشرطة الدولية "أنثيربول"، بعد مرور أكثر من سنة ونصف، عن فراره من داخل أسوار المحكمة الابتدائية بالعرائش، بطريقة مثيرة وصفت ب"الهوليودية". ويبدو أن تأهب مصالح الأمن الاسبانية الذي يستبق احتفالات رأس السنة، قد أسقط بارون المخدرات "م.ب" الذي يوصف ب"الخطير"، بعدما تمكن من دخول أراضيها، عقب عملية الفرار التي قام بها، يوم الاثنين 12 يونيو 2017، من داخل ابتدائية بالعرائش، مباشرة بعد استقدامه من السجن المحلي لحضور جلسة لمحاكمته في قضية ثانية للاتجار الدولي للمخدرات، حيث صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية، ودولية. ويرجح أن بارون المخدرات، وهو شاب متزوج في عقده الثالث، قد تمكن من الفرار بعد سحب يده من الأصفاد عندما كان مكبلا بمعية سجين آخر، داخل سيارة الشرطة وهي في طريقها إلى المحكمة. ومباشرة بعد الشروع في إنزال المعتقلين من السيارة إلى مخفر الحراسة، باغت البارون ضابط شرطة بضربة عنيفة على مستوى الصدر، حيث سقط الضابط أرضا، ليفر البارون من الباب الخاص بولوج وخروج سيارات نقل المعتقلين، مستغلا ترك الباب مفتوحا، قبل أن ينط من السور الخلفي للمحكمة. وفق مصادر، فإن المعني ينحدر من أسرة تقطن بشارع مولاي إسماعيل بالعرائش، وكان يقيم قبل اعتقاله بالديار الاسبانية، محكوم باستئنافية القنيطرة ب 10 سنوات سجنا نافذا في قضية للتهريب الدولي للمخدرات، لعلاقته بباخرة محملة بالشيرا تم ضبطها بعرض البحر، وقد تم استقدامه إلى السجن المحلي بالعرائش بأمر قضائي لحضور أطوار محاكمة ثانية للاتجار الدولي للمخدرات، بعد ذكر اسمه على لسان مهرب آخر للمخدرات. ولم تستبعد مصادر من السجن المحلي بالعرائش، التخطيط المسبق لبارون المخدرات من أجل الفرار بهذه الطريقة "الهوليودية"، حيث كشفت عن ممارسته اليومية للرياضة، في محاولة للحفاظ على لياقته ورشاقة قوامه وخفة حركاته. ولم تستبعد مصادر الجريدة أن يتم البحث مع بارون المخدرات، بعد تسليمه إلى المغرب، حول حقيقة ما تداولته مصادر أمنية، كون إحدى شقيقاته من جلبت له مفتاح الأصفاد، وسلمته إياه داخل قاعة الزيارة بالسجن المحلي، وأن باب المحكمة كان مكسرا ويتعذر إغلاقه، حيث كانت الشرطة القضائية بالعرائش، وكذا الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قد باشرتا بعض التحقيقات، التي سيتم استئنافها مع بارون المخدرات، لكشف تفاصيل وملابسات عملية الفرار الشهيرة.