اكد المشاركون في ورشة "تمويل المناخ في الجنوب" المنظمة على هامش منتدى " حوارات أطلسية" بمراكش إشكالية تمويل اتفاقيات التأقلم المناخي بالقارة الافريقية. كان ذلك في الجلسة التي سيرت أشغالها أدوكاك أميمو، خبيرة ومستشارة من دولة كينيا، وشارك في النقاش كل من اندري كايي، عضو مجلس إدارة " جونيكس، وأندرياس كرامر، مؤسس ورئيس المعهد الايكولوجي بألمانيا، وجوزيفا ساكو، المفوضة الملكية بالاقتصاد القروي والفلاحة لدى لجنة الاتحاد الافريقي، بالإضافة الى تيبور تيتو، رئيس سابق كيريباتي. ويرى تيبور تيتو، أن مصادر التمويل في دول الجنوب متوفرة لكنها لا تصب في الميزانيات المخصصة لمحاربة التغير المناخي، بالنسبة للمتحدث هناك مشكل " شخصنة" في هذا السياق لأن الاقتصاد السائد في الجنوب هو أن الدول الملوثة هي من عليها تمويل هاته البرامج، حان الوقت للابتعاد عن هاته البرامج، حان الوقت للابتعاد عن هذا الخطاب بالرغم عما يحتويه من جوانب الصواب. جزيفا ساكو لا تتفق مع الطرح السالف، بالنسبة لها، على دول الشمال أن تفي بما التزمت به من خلال اتفاق باريس، أمر يجب تصحيحه حسب قولها. ودعا أندرياس كرامر، الى الانتباه الى معضلة تمويل التأقلم المناخي سنة 2017، وصلت الميزانية المرصودة حوالي 500 دولار، وهو رقم غير كاف، وحتى بالنسبة للاعتمادات المجودة هناك مشكل المشاريع التي لا تساير الوثيرة، وعبر كرامر عن تفاؤله لما هو قادم، بخصوص التمويل، وحل العديد من المشاكل المتعلقة باليات مؤسساتية، قانونية وسياسية. وعبر اندري كايي، عن تفهم وجهة نظر أندرياس كرامر، فيما يخص تحويل الاعتمادات اللازمة إلى الدول السائرة في طريق النماء، وخصوصا الإفريقية منها، ويتفق كذلك مع جوزيفا ساكو، بشأن المساهمة الضعيفة لإفريقيا في مجال محاربة التغيرات المناخية. بالرغم من أن القارة تؤدي ثمنا كبيرا، خصوصا في العالم القروي. بينما يرى كايي أن الميزانيات المخصصة للمناخ ستشهد ارتفاعا في السنوات المقبلة، وذلك في إطار اتفاقات ثنائية بين الدول. وقال في هذا الصدد انه "في نصف الكرة الجنوبي، الحكومات أكثر وعيا بضرورة اتخاذ حزمة من الإجراءات، لكن ضعف التمويلات يبقى هو المعضلة الأساسية". ذلك ما لا يشاطره أندرياس كرامر الذي يؤكد أن : " التمويل ليس هو المشكل، المشكل هو احترام التعاقدات بسبب مشاكل قانونية، وهذا يحد من تدفق الاستثمارات في مجال المناخ نحو دول الجنوب".