في سابقة تعتبر الأولى من نوعها، غادرت شركة " تامسنا" لصيانة المساحات الخضراء مدينة مكناس ليلا، مساء الثلاثاء 2 أكتوبر الجاري، ونقلت معها كل الياتها الكبيرة وأدوات العمل اليدوية. فرار الشركة جاء بعد مضي ثلاثة أشهر فقط على فوزها بالصفقة التي أعلنت عنها جماعة مكناس، تاركة خلفها 62 عاملا عرضة للتشرد والذين حاولوا تعقبها واللحاق بها أثناء مغادرتها المدينة ، لكن بعد أن فات الآوان. ولاستجلاء تفاصيل الحادث الذي وصفته بعض المصادر بعملية " الفرار" ، اتصل موقع " أحداث أنفو" بالكاتب الجهوي لجهة فاس- مكناس، للنقابة الوطنية للجماعات الترابية وشركات التدبير المفوض التي تتبنى ملف العمال المطرودين ". وأوضح " عبد الخالق بليبل" أن الشركة بدأت أشغالها يوم 10 يوليوز 2018 الى حدود بداية شهر شتنبر، حيث سيتم اكتشاف ان هناك شركة أخرى تسمى "سطام" فوتت لها الشركة الاولى جزء من الصفقة في إطار المقاولة من الداخل تقوم بأشغال الشركة الفائزة بالصفقة، التي سلمت بدورها العمال عقودا للعمل من أجل إمضائها. وتوضح العقود أن العمال مجرد أجراء مياومين، لا يتمتعون بأدنى الحقوق التي ينص عليها قانون الشغل، هذا مع تشغيلهم خارج نفوذ مدينة مكناس، مادفع 14 عاملا لتوقيعها، ليتم طردهم بعد ذلك. إثر ذلك دخل العمال المطرودون في موجة من الاحتجاجات، من خلال تنظيم إضراب ووقفات واعتصامات بمقر الشركة بمشتل " السلاوية" التابع للجماعة، وسيؤازرهم في ذلك عدد اخر من زملائهم. هذه الأشكال الاحتجاجية سبتدخل على إثرها القضاء، بعد أن اتهمت الشركة العمال بعرقلة حرية العمل، فيما اتهم العمال الشركة بدهسهم وهم في معتصمهم. وبقيت الأجواء مشحونة إلى أن اضطرت مندوبية الشغل بطلب من نقابة الكدش، برفع تقرير لعامل عمالة مكناس، ومطالبته بعقد اجتماع للبحث والمصالحة، وهو ما تم فعلا يوم 25 شتنبر 2018، بحضور ممثلي الشركة وكافة المتدخلين، تحت إشراف الكاتب العام. ويتم الاتفاق على إرجاع العمال المطرودين والتنازل عن الدعوى القضائية ضدهم، والتحاقهم بالعمل يوم 26 شتنبر 2018، بعد التوقيع على عقد عمل قانوني، وهو ما لم تلتزم به الشركة. وبعد تدخلات ثانية قامت بها عدة أطراف " السلطة، النقابة، الجماعة، مفتشية الشغل..." تم الاتفاق مرة أخرى وفي محضر ثان على إعادة العمال لعملهم يوم 3 أكتوبر 2018، مع إجراء بعض التعديلات في بنود عقد العمل، لكن سيتفاجأ الجميع، يقول المتحدث نفسه ب"فرار" الشركة وتهريب كل الاليات من مشتل " السلاوية". وعلاقة بذات الموضوع، ومن جهته، أكد عبد الله بوانو رئيس جماعة مكناس، أن شركة تامسنا تقدمت بطلب فسخ العقدة بتاريخ 3 أكتوبر الجاري، وبررت قرارها في الطلب الي تتوفر " أحداث أنفو" على نسخة منه، ب "عدم توفير الحماية للعمال أثناء القيام بعملهم، بالإضافة إلى العراقيل والمخاطر التي تواجه العمال والاليات مع غياب التفاعل الجاد من طرف السلطات المختصة". وأضاف بووانو أن الجماعة ليس لها اي مشكل مع الشركة، بل كانت تقوم بوساطة بالرغم من عدم قانونيتها من أجل تشغيل عمال الشركة السابقة الا أن هؤلاء العمال التابعين لإحدى النقابات أرادوا فرض أنفسهم وطريقة عملهم عليها بما فيها عدم القيام بالعمل فضلا على الإضراب غير المبرر. وفيما يخص ما يثار حول وجود شركة تعمل من الباطن، فأوضح بووانو أن الأمر غير دقيق، باعتبار أن هذه شركة " سطام" تنحصر مهمتها في اختيار العمال الذين يشتغلون مع شركة " تامسنا"، ولا علاقة لها بالأشغال التي تقوم بها داخل المدينة الشركة على الصعيد الوطني ولا علاقة لها بالأشغال التي تقوم بها داخل المدينة.