في مشهد غير مألوف للأمين العام لحزب الله، انفجر حسن نصرالله بالبكاء في إحدى خُطبه التي يلقيها على شاشة تلفاز أمام المئات من أنصاره، وذلك في مراسم «عاشوراء». وعندما بدأ نصر الله التحدث عن الحسين بن علي -رضي الله عنه- انفجر في البكاء ولم يستطِع إكمال الجملة التي بدأها بالقول: «نقول للحسين عليه السلام، كما قال أئمتنا من قبلنا: من هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى...». وعن العبارة التي لم يستطِع نصرالله إكمالها، فإنها تعود لقول مأثور لدى الطائفة الشيعية، وهي: «من هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى، أن يُقتل ابنُ بنت نبيّه وتُسبى أخته». وردد الحضور في الضاحية الجنوبية ببيروت، عبارة: «لبيك يا نصر الله.. لبيك يا نصر الله». وأثار مشهد نصر الله وهو يبكي بحرقة، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها من المرات القلائل التي بكى فيها الأمين العام لحزب الله. وقال ناشطون إن «بكاء نصر الله يتناقض وجرائم حزبه بحق المدنيين في سوريا». وأوضح ناشطون أن حسن نصر الله لم «يذرف» أي دمعة تجاه الأطفال الذين شارك حزب الله في قتلهم بسوريا، بينما «يبكي أو يتباكى زاعماً تأثره بذكرى استشهاد الحسين بن علي». في حين أبدى أنصار حزب الله تعاطفاً شديداً مع نصر الله، معتبرين دموعه «دليل صدق وإخلاص». ولم ينتهِ الأمر بين المؤيدين والمعارضين لنصر الله، فقد دفع الفيديو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي للتعليق على المقطع. ونشر أدرعي، عبر حسابه الرسمي على تويتر، جزءاً من الفيديو الذي يبكي فيه نصر الله، وعلق عليه بالقول: «الأجوبة قريباً». ولم يوضح أدرعي ما المقصود في تعليقه. إلا أنه عاد بعدها بساعات قليلة بنشر فيديو آخر يستهزئ فيه بالأمين العام للحزب، قال فيه: «ما الذي يُبكيك يا نصر الله؟ على الأموال التي لم تستطِع إيران أن تدفعها لك؟ أم على العائلات اللبنانية التي أثكلتَها بحرب ليست حربك؟ أم على الأزمة التي ورَّطت بها منظمتك؟». وتابع أفيخاي: «أم أن بكاءك بسبب أنه وبعد مدة قليلة ستنكشف ونعرف مَن قتل رفيق الحريري؟».