كشفت وسائل إعلام أمريكية وإسبانية، عن فقدان البنتاغون لطائرة بدون طيار في مياه المتوسط بين المغرب وإسبانيا. وقالت المصادر أن الطائرة المفقودة من نوع RQ-4 Global Hawk ، والتي تعتبر من جواهر السلاح الجديد في الترسانة الأمريكية، وكانت مهمتها مراقبة السفن الحربية الروسية. وتعتبر هذه هي للمرة الثانية في ظرف سنة واحدة، التي يفقد فيها البنتاغون طائرة من هذا النوع، حيث كانت آخر عملية سقوط خلال يونيو الماضي في المياه الفاصلة بين المغرب واسبانيا في مضيق جبل طارق. واعتاد البنتاغون الحديث علانية عن سقوط طائرات أو فشل تجارب معينة للسلاح، لكن هذه المرة التزم الصمت على سقوط الطائرة بدون طيار، وتسرب الخبر الى وسائل الاعلام الأمريكية المهتمة بالسلاح نهاية الأسبوع الماضي، كما تناولته الصحافة الإسبانية لأن الطائرة سقطت في المياه الدولية الفاصلة بين المغرب واسبانيا في المدخل الغربي لمضيق جبل طارق. وجرى تسريب الخبر بعد مرور قرابة شهرين ونصف على سقوط الطائرة الذي كان بتاريخ 26 يونيو الماضي، وهي المرة الثانية التي تسقط فيها طائرة مماثلة وكانت الأولى خلال صيف السنة الماضية في كاليفورنيا. ويعود صمت البنتاغون الى عاملين أساسيين تتحدث عنهما الصحافة وهما: أولا، أهمية الطائرة، فهي ليست من الطائرات بدون طيار الصغيرة بل طائرة عملاقة من هذا النوع، فجانحاها يمتدان على مسافة 40 متراً عرضاً بينما طولها يتجاوز 15 متراً، وقيمتها المالية تتجاوز مئة مليون دولار، بينما البعض يتحدث عن أنواع خاصة تتجاوز 230 مليون دولار. وهي طائرة تقوم بمهام قريبة من القمر الاصطناعي نظراً لحساسية أجهزتها والمساحات التي تستطيع تغطيتها من الفضاء لأنها تستطيع الطيران بدون التزود بالوقود 25 ألف كلم والارتفاع على علو 18 ألف كلم. ويتجلى السبب الثاني في محاولة البنتاغون التغطية على الخبر حتى لا تقوم السفن الروسية بانتشال بقايا الطائرة بدون طيار وتخسر الولاياتالمتحدة كثيراً لو اطلع الروس على التكنولوجيا التي تعمل بها. وقالت وسائل الإعلام المذكورة، أن عملية البحث عن بقايا الطائرة، التي تقوم بها البحرية الأمريكية، تتم بدعم من البحرية الإسبانية والمغربية والبرتغالية. ولم تكن هذه الطائرة المتطورة تنجز تدريبا أو تمرينا بل كانت تراقب حركة السفن الحربية الروسية والصينية في البحر الأبيض المتوسط وشمال الأطلسي. وعمليا، ارتفع نشاط سفن روسيا والصين في هذه المناطق بعدما أحيت الولاياتالمتحدة أساطيلها الحربية وجعلت من قاعدة روتا أقصى جنوباسبانيا محطة لحرب الصواريخ أو «الدرع الصاروخي». واعتبر النائب البرلماني اليساري ميغيل بوستمانتي وجود هذه الطائرة في الجنوب الإسباني مؤشراً على غياب الشفافية من طرف حكومة مدريد في التعاطي مع القضايا العسكرية المرتبطة بالولاياتالمتحدة، مبرزاً أنه لم يتم حتى الآن الكشف عن سبب طيران هذه الطائرة في الأجواء الإسبانية.