قالت السفيرة الأميركية بالأممالمتحدة نيكي هيلي إن بلادهها انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية يوم الثلاثاء 19 يونيو 2018 بعدما لم تتحل أي دول أخرى "بالشجاعة للإنضمام إلى معركتنا" من أجل إصلاح المجلس "المنافق والأناني". وقالت هيلي "بفعلنا هذا، أود أن أوضح بشكل لا لبس فيه أن هذه الخطوة ليست تراجعاً عن التزاماتنا بشأن حقوق الإنسان" ووصفت هيلي الهيئة الدولية بأنها "مستنقع للتحيزات السياسية". وقالت "نحن نتخذ هذه الخطوة لأن إلتزامنا لا يسمح لنا بأن نظل أعضاء في منظمة منافقة وتخدم مصالحها الخاصة وتحوّل حقوق الإنسان إلى مادة للسخرية". وكان مسؤولون أمميون قد أكدوا في وقت سابق اليوم أن واشنطن ستعلن الثلاثاء 19 يونيو 2018 قرارها الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على خلفية اتهامه بالانحياز ضد إسرائيل. ومن المتوقع أن تعلن مندوبة واشنطن لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي القرار في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية مايك بومبيو في واشنطن في الساعة 17,00 (21,00 ت غ). وهددت هايلي مراراً بأن الولاياتالمتحدة ستنسحب من الهيئة التي تأسست عام 2006 لدعم وحماية حقوق الإنسان حول العالم والتي تتخذ من جنيف مقراً. ورفض المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك التعليق قبيل الإعلان الرسمي قائلاً "سننتظر سماع تفاصيل القرار قبل التعليق بشكل كامل". وأضاف "الواضح أن الأمين العام (للأمم المتحدة) يؤمن بشدة بالمنظومة المرتبطة بحقوق الإنسان للأمم المتحدة وبالمشاركة النشطة لجميع الدول الأعضاء في هذه المنظومة". من جهتهم، أكد مسؤولون أمميون طلبوا عدم كشف هوياتهم أنهم يتوقعون صدور قرار أميركي بالانسحاب من الهيئة الحقوقية. ويأتي قرار واشنطن بالانسحاب في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهتها الأممالمتحدة للإدارة الأميركية بشأن سياستها المرتبطة بفصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن ذويهم عند الحدود مع المكسيك. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد رعد الحسين الإثنين أن "سعي أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بايذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول". وانتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخطوة الأميركية وأكد مديرها التنفيذي كينيث روث أن "انسحاب إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب هو انعكاس مؤسف لسياستها الأحادية البعد في ما يتعلق بحقوق الإنسان حيث الدفاع عن الانتهاكات الإسرائيلية في وجه أي انتقادات يشكل أولوية فوق كل شيء آخر". ولفتت المنظمة إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "لعب دوراً هاماً في دول على غرار كوريا الشمالية وسوريا وبورما وجنوب السودان، لكن على ما يبدو كل ما يهم ترامب هو الدفاع عن إسرائيل". ويأتي انتقاد الولاياتالمتحدة للمجلس لإدراجه ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية على جدول أعمال جميع جلساته السنوية الثلاث ما يجعل إسرائيل الدولة الوحيدة التي يتم تخصيص بند ثابت لها على جدول الأعمال يعرف بالبند السابع. ورفضت الولاياتالمتحدة الانضمام إلى المجلس لدى إنشائه عام 2006 في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذي كان جون بولتون مندوبه إلى الأممالمتحدة. ويشغل بولتون المشكك في الأممالمتحدة حالياً منصب مستشار ترمب للأمن القومي. ولم تنضم واشنطن إلى المجلس إلا بعد وصول باراك أوباما إلى سدة الحكم في البيت الأبيض. ومنذ تولي ترامب السلطة، انسحبت الولاياتالمتحدة من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وخفضت مساهمتها في موازنة الأممالمتحدة فيما أعلنت عزمها على الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ الذي تدعمه المنظمة الدولية.