تنتظر المنتخب المغربي لكرة القدم مهمة مزدوجة تتمثل في ايقاف النجم كريستيانو رونالدو وتفادي الخروج المبكر من مونديال روسيا، عندما يلاقي جارته البرتغال الاربعاء على ملعب "لوجنيكي" في موسكو في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. ومني المغرب بخسارة مؤلمة في الجولة الاولى أمام إيران الجمعة (صفر-1)، بهدف من نيران صديقة سجله مهاجمه عزيز بوحدوز في الدقيقة الخامسة قبل الاخيرة من الوقت بدل الضائع، بعدما كان أسود الأطلس الأفضل معظم فترات المباراة. أما البرتغال فانتزعت تعادلا ثمينا من اسبانيا 3-3، ب "هاتريك" لنجمها رونالدو أفضل لاعب في العالم خمس مرات. ويحتاج المنتخب المغربي إلى خبرة مدربه الفرنسي هيرفيه رونار لكسب نقطة على الاقل للابقاء على آماله حتى الجولة الاخيرة، في مسعاه لبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه (بعد 1986). في المقابل، تسعى البرتغال بطلة أوروبا 2016 لمواصلة البداية القوية لخطف النقاط الثلاث ووضع قدم في الدور الثاني، خاصة وان المنتخب الايبيري لا يزال يذكر خروجه من الدور الاول لمونديال المكسيك 1986 عندما خسر 1-3 في الجولة الثالثة الاخيرة أمام اسود الاطلس. في سن الثالثة والثلاثين، لن تكون لدى رونالدو فرصة أخرى لرفع أغلى كأس في العالم. بثلاثيته في مرمى اسبانيا، كشر نجم ريال مدريد عن أنيابه موجها إنذارا شديدا لخصومه، وكان الأبرز في الجولة الأولى حتى الآن بين نجوم اللعبة. "سي آر 7" المبتسم معظم الوقت، لم يترك مكانا للمزاح ضد اسبانيا، المنتخب المرشح بقوة للقب ثان في تاريخه بعد 2010. سجل في المباراة ال "هاتريك" ال 51 في مسيرته، عبر ركلة جزاء وتسديدة قوية خدعت الحارس دافيد دي خيا، وركلة حرة رائعة قبل دقائق من نهاية الوقت الأصلي. بات رونالدو رابع لاعب يسجل في أربع نسخ لكأس العالم. لم يكن اللاعب الموهوب آخر من يتباهى بإنجازاته، لكن القائد لم يتحدث عنها بعد اللقاء، فشدد على ضرورة "تقدير ما قدمه المنتخب، كانت مباراة قوية جدا. الان علينا التفكير في مباراتنا المقبلة التي ستكون صعبة جدا". يؤكد البرتغاليون انهم سيخوضون مباراة الغد بحذر، في مواجهة منتخب قدم أداء هجوميا سريعا في مباراته الأولى، دون ان ينجح في استغلال فرصه. وقال مهاجم ميلان الايطالي البرتغالي أندريه سيلفا في مؤتمر صحافي الاثنين "أعتقد أن البرتغال أقوى من المغرب إذا ما قمنا بمقارنة بين المنتخبين"، لكنه حذر في الوقت نفسه من ان المباراة "لن تكون سهلة". واضاف سيلفا الذي كان احتياطيا ضد اسبانيا لكنه قد يشارك كأساسي غدا "الجميع يعرف المغرب، نعرف بأن أغلب اللاعبين ولدوا في اوروبا وان نتيجة مباراتهم ضد ايران كان من الممكن أن تكون مختلفة"، مضيفا "نحن نفكر فقط في الفوز بالمباراة المقبلة، أمام خصم صعب جدا"، وذلك في تعليقه على ما اذا كانت البرتغال مرشحة للقب المونديال. على الجانب المغربي، أكد لاعب خط لوسط فيصل فجر ان فريقه لم يفقد حظوظه بعد، على رغم ان المجموعة هي الأصعب في المونديال. وقال "إذا قلت بأننا لا نؤمن ب(امكانية) التأهل، فأكون كاذبا. بإمكاني الاستعانة بأمثلة، مثل تعادل الأرجنتين (مع ايسلندا 1-1 السبت)... عندما تكون هناك إرادة، بإمكان تحقيق أي شيء". وأشار لاعب وسط خيتافي الإسباني الى أن البرتغاليين يملكون "قدمين، ساقين، إنهم بشر مثلنا. ما زلنا نؤمن. الفكرة الوحيدة في ذهننا هي أن نجعل جمهورنا فخورا وأن نفوز بهذه المباراة". لكن الأمر سيتطلب من المغاربة أن يكونوا أكثر من بشر لايقاف النجم الخارق "سي آر 7" الذي أكد سيلفا انه "يجعل الامور سهلة جدا" عندما تلعب الى جانبه. وسيفتقد المغرب مهاجم ليغانيس الاسباني نور الدين أمرابط الذي أصيب بارتجاج في الدماغ في المباراة الاولى اثر سقوطه على الارض بعد احتكاك مع لاعب ايراني، بينما سيكون جميع اللاعبين في تصرف رونار الطامح الى التألق العالمي بعد القاري، اذ سبق له قيادة زامبيا وساحل العاج الى لقب كأس امم افريقيا عامي 2012 و2015. لن يكون سهلا على رونار التعامل مع "عقبة" رونالدو الذي يقود منتخبا بلغ سن النضج ويعرف لاعبوه بعضهم البعض جيدا بأسلوب لعب متناسق يشرف عليه المدرب الخبير والهادىء فرناندو سانتوس الذي منحه تتويجه بكأس اوروبا 2016 الثقة والامان الذي كان ينقصه من قبل. مونديال 2018 سيكون "فرصة" رونالدو ليتألق للمرة الأولى في كأس للعالم، اذ تبقى أفضل نتيجة له مع المنتخب نصف نهائي 2006 في ألمانيا. إشارة البداية من البرتغالي لا لبس فيها: ثلاثة أهداف في مباراة، هي مجموع كل الأهداف التي سجلها في النسخ الثلاثة السابقة.