حتى ما اعترف بملكيته المتهم توفيق بوعشرين، ناشر بومية «أخبار اليوم» اختارت الشاهدة التي تعمل في قسم الاستقبال بجريدته أن تنفيه، فبعد أن نفت المستخدمة «أ.ب» أن تكون قد رأت إحدى المشتكيات أو المصرحات في ملف المتهم المتابع بجناية الاتجار في البشر، تلج إلى مكتب مدير الجريدة، ونفيها معاينة الآليات المحجوزة بمكتبه من كاميرا وجهاز (DVR) والقرص المدمج، نفت كذلك أن تكون قد رأت من قبل جهاز حاسوب المدير المتهم الذي اعترف هو شخصيا بملكيته له. ولعل هذا ما جعل أحد أعضاء هيأة الدفاع عن المطالبين بالحق المدني يصف الشاهدة التي تعمل بالاستقبال بجريدة «أخبار اليوم» التي يقبع مديرها رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين بورجة، بأنها «شاهدة ما شفتش حاجة»، مستلهما في ذلك عنوان مسرحية الفنان المصري عادل إمام. وعن نفي الشاهدة رؤية المشتكية (ن.ل) في مقر جريدة بوعشرين من قبل، رد دفاع الضحايا في تصريح للجريدة أنه «عَلى فرض أن الشاهدة لم يسبق لها أن شاهدت المشتكية في مقر الجريدة، والتي تدخل في إطار نفيها لكل شيء، فإن هذا الأمر مبرر، في سياق تسلل الأحداث المنسوبة لمدير النشر، لأن المتهم كما سبق لضحاياه أن صرحوا بذلك، سواء في محاضر الضابطة القضائية أو أمام المحكمة، كان يستقبلهن في مكتبه بعد الساعة الخامسة والنصف، ما يعني أن جميع العاملين بالجريدة أو أغلبهم يكونوا قد غادروا مقر عملهم، وضمنهم الشاهدة المكلفة بالاستقبال». وقد بدا الإرتجال واضحا على الشاهدة، خاصة عند محاصرتها بأسئلة دفاع الطرف المدني، وهو ما جعل أحد أعضاء دفاع المتهم بوعشرين يسعى إلى تلقينها بعض الأجوبة، الأمر الذي أثار احتجاج دفاع الضحايا، وتسبب في عرقلة سير الجلسة، التي كان من المنتظر أن يتم فيها الإستماع إلى جميع الشهود الذين استدعتهم المحكمة، واستجاب خمسة منهم لهذا الاستدعاء خلال جلسة أول أمس الخميس. وكان دفاع المتهم توفيق بوعشرين، ممثلا في النقيب عبد اللطيف بوعشرين، طالب المحكمة باستدعاء الشهود المتخلفين عن الحضور بالقوة العمومية، رغم أن أغلب الشهود كانوا قد استجابوا لإستدعاءاتهم من طرف المحكمة خلال الجلسات السابقة، لكن عرقلة سير المحاكمة من طرف دفاع المتهم، خلال جلسات عديدة، ومحاولة إطالتها.