لا السن ولا الشهرة قد تشفعان له من أجل أن يدان بالسجن الذي قد يمتد لثلاثين سنة، من أجل تهمة تعود لأكثر من 14 سنة، وتتعلق بقضية حنسية. الممثل الأمريكي الكوميدي بيل كوسبي، أدين أمس الخميس بتخدير امرأة عام 2004 والاعتداء عليها جنسيا في أول إدانة من نوعها لأحد المشاهير منذ ظهور حركة (#مي تو) التي تنتقد رجالا أثرياء وأصحاب نفوذ بسبب معاملتهم للنساء. وبعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع في مدينة نوريستاون بولاية بنسلفانيا، قد يواجه كوسبي (80 عاما) حكما بالسجن لما يصل إلى عشر سنوات لكل تهمة من بين ثلاثة اتهامات بالاعتداء العنيف غير اللائق على امرأة تدعى أندريا كونستاند (45 عاما) مايعني ثلاثين سنة سجنا إذا ما قررت المحكمة ذلك. وظل كوسبي هادئا طوال المحاكمة لكنه انفجر بعد النطق بالحكم عندما طلب ممثلو الادعاء من القاضي احتجازه قائلين إن هناك مخاوف من هروب كوسبي لأنه يملك طائرة. ورد كوسبي بصوت مرتفع قائلا إنه لا يملك طائرة. ومع قراءة نص القرار أطرق كوسبي واكتسى وجهه بالحزن فيما بكت ليلي برنارد وهي امرأة أخرى تتهمه بالاعتداء عليها، حيث خلا وجه كونستاند من أي تعبير. وقال القاضي ستيفن أونيل إنه يمكن لكوسبي أن يظل طليقا بكفالة مليون دولار انتظارا لإصدار الحكم فيما بعد طالما سلم السلطات جواز سفره ولم يخرج من منزله. وقال محامي الدفاع توماس ميسيرو للصحفيين "ستستمر المعركة" مؤكدا أنه سيطعن ضد القرار. ومن المتوقع صدور الحكم خلال ما يتراوح بين 60 إلى 90 يوما. بعض «الخبثاء»، ربطوا بين هذه الواقعة وبين واقعة بوعشرين، وتسائلوا، لماذا لم يستعن كوسبي بدفاع بوعشرين، الذي كان بمستطاعه أن يحول القضية من اعتداء جنسي إلى قضية سياسية، أو أن يعتبر أن ماقام به كوسبي لايساوي شيئا أمام ماقام به ترامب مثلا!! وبعيدا عن هذه «القفشات»، يبدو الفرق بين من يؤمنون بالعدل والقانون ومن يدعون ذلك في العلن ويكشفون عكسه في السر.. فهناك لاأحد سيس الملف، أو ادعى أن بشرة كوسبي السوداء هي السبب في متابعته. كما أن قضية الجنس، هناك، ولو أنها تعود ل14 سنة، لايتم التعامل معها بمنطق أن «الصحابة كذلك سقطوا في فضائح الجنس»، بل هو أمر مبدئي، حتى لو تعلق الأمر بنجم هوليودي في سنة الثمانين من العمر.