أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" طرد 7 دبلوماسيين روس ورفض 3 طلبات اعتماد في إطار قضية اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في بريطانيا. وقال الأمين العام للحلف، ينز ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي، إن القرار يعني خفض قدرة روسيا على إجراء أعمال استخباراتية في دول الحلف. وأضاف أنه تم أيضا تقليص حجم البعثة الروسية في الحلف إلى 20 شخصا بدلا من 30، مشيرا إلى أن ذلك "يبعث رسالة واضحة جدا إلى روسيا بأن سلوكها سيكلفها ثمنا". وعلى صعيد آخر، رأت الصحف الروسية أنّ تنفيذ أكثر من عشرين بلداً عملية منسقة لطرد ديبلوماسيين روس ردّاً على قضية تسميم عميل روسي سابق مزدوج في بريطانيا يغرق العلاقات بين موسكو والغرب في "حقبة جديدة من الحرب الباردة". واختارت صحيفة ازفستيا عنوان "تعبئة حاشدة معادية لروسيا"، وذكرت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا أنه لم تحدث من قبل حركة طرد منسقة بهذه الطريقة. وكتب المحلل فيودور لوكيانوف في صحيفة فيدوموستي أنّ "العلاقة بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرب باردة بالفعل"، ورأى أنّ عمليات الطرد "سيكون لها أثر مدمر تحديدا على العلاقات الروسية الأميركية". وأضاف: "إنّها ليست نهاية التصعيد، من الواضع أن الأمر سيتفاقم ويُتوقع أن تتخذ تدابير أقسى مما قبل، (وتفرض) عقوبات اقتصادية ضدّ روسيا". وكتبت صحيفة كومرسنت أنّ هذه "التدابير القاسية التي لم نشهد مثيلاً لها (...) ليست سوى تفاقم جديد في العلاقات بين روسيا والغرب". وقالت إذاعة "صدى موسكو" المستقلة إنّ "كلّ السياسة الروسية تركز طاقتها على تدمير الذات منذ 2014" وهي سنة ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا والذي أعقبه فرض عقوبات غربية على روسيا. وقالت الإذاعة إنه "كلما ساءت العلاقات بين روسيا والغرب، تحسن وضع الرئيس (فلاديمير بوتين) فإذا كنتم في قلعة محاصرة عليكم على الدوام أن تقوموا بأعمال استفزاز للتسبب بشن هجمات عليكم وإلا فستخسرون شرعيتكم". وقرّر 23 بلداً بينها 16 في الإتحاد الأوروبي طرد 116 ديبلوماسياً روسياً تضامناً مع بريطانيا التي حملت روسيا مسؤولية تسميم العميل السابق المزدوج سيرغي سكريبال على أراضيها. وطردت واشنطن لوحدها 60 ديبلوماسياً وصفتهم بأنّهم "عملاء استخبارات" وأغلقت قنصلية روسيا في سياتل على الساحل الغربي. ونددت موسكو على الأثر بما وصفته بأنه "إجراء استفزازي" وتوعدت بالرد. وأكّد الكرملين مجدّداً أنّ روسيا لم يكن وليست لها أيّ علاقة بقضية سكريبال. (وكالات)