أعلن متحف الهولوكوست في واشنطن، أمس الأربعاء 7 مارس 2018، أنه سحب من الزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي، جائزةً منحها إياها في 2012، تكريماً لنضالها ضد الديكتاتورية، وتضحياتها في سبيل الحريات، وذلك بسبب عدم تحريكها ساكناً في أزمة الروهينغا. وقال المتحف في بيانٍ خاطب فيه الزعيمة البورمية "كنا نأمل منك -بوصفك شخصاً تم الثناء على التزامه بكرامة الإنسان وحقوقه العالمية- أن تفعلي شيئاً لإدانة الحملة العسكرية الوحشية ووقفها، والتعبير عن تضامنك مع الروهينغا". وأضاف أنه "بدلاً من ذلك فإن الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، تحت قيادتك، رفضت التعاون مع محققي الأممالمتحدة، ونشرت خطاب كراهية ضد جماعة الروهينغا". ودعا المتحف زعيمة حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" إلى استخدام "سلطتها المعنوية من أجل التصدي لهذا الوضع". وسو تشي التي كانت رمزاً للمعارضة في بلدها على مدى 30 عاماً، أمضت نصفها في الإقامة الجبرية، منحها متحف الهولوكوست في واشنطن في 2012 جائزة "إيلي ويسيل"، تكريماً لها على "عملها الشجاع والتضحية الشخصية الكبيرة"، التي قامت بها ضد المجلس العسكري الذي كان يحكم بلادها، وكذلك أيضاً للثناء على نضالها في سبيل "حرية الشعب البورمي وكرامته". وحازت سو تشي جائزة نوبل للسلام في 1991، وانتقلت من المعارضة إلى الحكم، في أبريل 2016، بعد الفوز الكاسح لحزبها في الانتخابات. وفيما لا تزال سو تشي موضع تقدير كبير في بلادها، إلا أنها تتعرَّض لانتقادات شديدة حول إدارتها لأزمة الروهينغا. فقد فرَّ نحو 690 ألف شخص من أقلية الروهينغا المسلمة المقيمة في غربي البلاد إلى بنغلاديش المجاورة، منذ أواخر غشت، هرباً من عملية عسكرية للجيش البورمي، وصفتها الأممالمتحدة بأنها "حملة تطهير عرقي". وتعرَّضت الزعيمة البورمية لانتقادات حادة، لعدم تعاطفها مع اللاجئين، وصمتها على الفظائع التي تعرَّض لها الروهينغا، من عمليات قتل واغتصاب وإحراق متعمد، مارستها بحقهم وحدات من الجيش، وعصابات مسلحة. والثلاثاء أعلن موفد الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أن بورما تواصل "التطهير العرقي" للروهينغا، من خلال حملة "ترهيب وتجويع قسرية"، بعد ستة أشهر على عمليات عسكرية تسبَّبت بنزوح جماعي للأقلية المسلمة.