كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في عددها ليوم الخميس (8 فبراير)، عن تجنيد تركيا لمقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي للمشاركة في الهجوم على منطقة عفرين الكردية شمالي سوريا. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مقاتل سابق في داعش أن القوات التركية جندت مقاتلين بالتنظيم ودربتهم من أجل الهجوم على أهداف كردية في عفرين. وأضاف المقاتل السابق الذي اكتفت الصحيفة بذكر اسمه الأول "فرج": "غالبية هؤلاء الذين يقاتلون في عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردي دواعش". ولفت إلى أن أنقرة دربت هؤلاء المسلحين من أجل تغيير تكتيكاتهم العسكرية، بحيث يعتمدون أساليب جديدة مختلفة عن السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، حتى لا تظهر العملية التعاون التركي الداعشي وتثير انتقادات دولية. وذكرت الصحيفة أنه رغم ترك فرج لتنظيم داعش، إلا أنه مازال على اتصال بعدد من مسلحي التنظيم في شمال سوريا، مشيرة إلى أن يتحدر من محافظة الحسكة السورية. وتابع فرج: "حاولت تركيا في بداية العملية خداع الناس مدعية أنها تحارب داعش، لكن في الحقيقة كانت تدرب هؤلاء وترسلهم إلى عفرين". وأطلقت القوات التركية في 20 يناير الماضية عملية عسكرية سمتها "غصن الزيتون" بغية طرد المسلحين الأكراد من منطقة عفرين الحدودية التي تزيد مساحتها عن 4 آلاف كيلومتر. وذكرت أنقرة أن 6 آلاف جندي تركي ونحو 10 آلاف مقاتل من الجيش السوري الحر المعارض عبروا الحدود التركية بتجاه عفرين لطرد الأكراد، لكن ذلك لا يبدو حقيقيا وفقا للصحيفة البريطانية. وتقول " إندبندنت" إن غالبية المسلحين المشاركين في عملية "غصن الزيتون" دواعش، مشيرة إلى فيديو نشر على الإنترنت يظهر فيه 3 مسلحين في عفرين يرددون أناشيد للإرهابين والمتطرفين في الشيشان وتورا بورا بأفغانستان، ورددوا أيضا "عفرين تنادينا". ووفقا لتقرير الصحيفة فإن الدواعش أجبروا على القتال ضمن مظلة الجيش السوري الحر، بعد أن مارست السلطات التركية "ضغوطا عليهم". واعتبرت أن أنقرة استعانت بالدواعش لخبرتهم الواسعة في القتال. ويرى فرج أن تركيا تستخدم الدواعش مثل "أوراق التواليت"، فمتى تنتهي مهمتهم ستتخلص منهم. وحسب "إندبندنت" فإن لتركيا علاقات خفية مع تنظيم داعش الإرهابي بدأت منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، لكن هذه العلاقة انحسرت كثيرا لاحقا.