من "أوزيغنت الجبلية بإقليم تنغير، وصلت يوم الاثنين استغاثة اسعيد متقطعة عبر الهاتف يطالب بنجدة الناس والمواشي، بعد نفاذ الغذاء والعلف. اسعيد بدل مجهودا كبيرا يسير راجلا ساعة كاملة للارتباط بشبكة الهاتف والاتصال بعدما صعد قمة الجبل وسط الثلوج، لكن سرعان ما ينقطع الاتصال دون استكمال الحديث عن الوضع في أدق تفاصيله. اسعيد يؤكد أن الناس معزلين عن العالم الخارجي منذ " الأمطار الأولى" بسبب الحصار الذي فرضته الثلوج التي غمرت المسالك، فصعب عليهم الانتقال لأقرب مركز للتزود بالكلأ المتحدث أكد أن مجموعة من الداكاكين بهذه الدواوير لم تعد تجد ماتبيعه بعدما نفذت بها المواد الأساسية مثل السكر والشاي، والدقيق وغاز البوتان. وحال الاستمرار في تساقط الثلوج دون التحاق مجموعة من التلاميذ القاطنين بهذه المنطقة نحو جماعة إغيل نومكون حيث توجد المدرسة. تلاميذ آخرون بعد قضائم العطلة مع ذويهم ارغموا على تمديدها مكرهين إلى غاية كسح الثلوج من المسالك التي تربط بيوتهم بالمركز القروي حيث توجد المؤسسات التعليمية بجماعة إكنيون بإقليم تنغير. منطقة تاولوات واحدة من النقط التي تعرف تجمعا سكانيا كبيرا وتظل بدورها محاصرة وشبه معزولة عن مركز إكنيوين وقد اضطر السكان لقطع مسافة طويلة للتبضع. مصالح الجماعة القروية بإكنيوين والسلطات المحلية بقيادة إكنيون استنفرت مصالحها لفك العزلة عن الساكنة بآليات وأدوات بسيطة فقامت خلال الأيام الستة الأخيرة بإنقاذ امرأة حامل كانت في حالة مخاض. وذكرت مصادر محلية أن قائد المنطقة استعمل " التراكس" للوصول إلى المرأة بجبل "فيلكان" ونقلها إلى أقرب نقطة تمكنت السيارة من الوصول إليها من أجل مواصلة السير بها نحو إكنيون حيث يوجد المركز الصحي. كما تم إسعاف امرأة من دوار "تاغيا" بتوجيهها إلى المستشفى الإقليمي بتنغير. السلطات المحلية قامت كذلك بفتح مسالك من أجل إنقاذ رحل ظلوا محاصرين بنقط استقراراهم، مكن هؤلاء اسر نفذت مؤنهم وأعلافهم وباتت قطعانهم مهددة بالموت جوعا. وقد تمكنت السلطات ومصالح الجماعة من إغاثة ثلاثة أسر والمئات من رؤوس الماشية بجبل "إكلماس ".