يبدو أن «رشيد شو» مهدد بفقدان برنامجه الترفيهي في القناة الثانية. فقد عاد ليسطع من جديد، في سماء وجدة هذه الأيام النجم القديم/الجديد عبد الله النهاري، وأبان مرة أخرى عن مواهب كوميدية تفوق بكثير مواهب الشاب البيضاوي الضاحك، إذ سارع إلى نشر على حائطه الفيسبوكي، الذي هو من صنع الكفار بالمناسبة..!، شريط فيديو يقدم فيه بروفة عن عرضه الجديد. وككل نجوم «الستاند آب» الكبار ركز «الشيخ» النهاري في حلقته النموذجية (بيلوط) على وحدة الموضوع، وجعل من مناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، الثيمة الرئيسية لعرضه الترفيهي القادم، الذي سينافس به ابن القناة الثانية، وسيزيحه، بدون مندوحة، من على عرش الترفيه في «القناة المتصهينة»، كما سبق أن نعتها أحد صناع «الشو الديني» الآخرين. أكيد أن رشيد العلالي يضع يده على قلبه. خصوصا أن سقف الفرجة الذي رفعه «النهاري شو»، وهو يهنئ المغاربة، بطريقته الظريفة جدا في بروفته الناجحة، ب«البوناني»، لن يمر في صمت دون أن يسيل لعاب دوزيم، التي إن هي أرادت أن ترفع من نسبة مشاهدتها في سهرة رأس السنة، فما عليها إلا أن تفاوض الشيخ الوجدي، وتقبل بكل شروطه مهما «تطرفت» و«غالت» واستبدت بصاحبها هيستريا الإبهار في سوق الكوميديا السوداء التي لا يصمد فيها إلا ذوو النعال العالية..! وقبل معرفة على أي شط سترسو هذه «البيعة والشرية»، ولصالح من ستؤول نتيجة هذا التحدي الكبير الذي رفعه الكوميدي الوجدي «المحنك» ضد النجم البيضاوي الصاعد، الذي منذ رأى شريط الفيديو المعلوم وهو «يقفقف»، ليس طبعا من زمهرير هذه الأيام، تعاولوا نلقي نظرة، لمن فاته العرض ما قبل الأول، على توابل و«موتيفات» الفرجة في العرض الكوميدي الجديد للشيخ الوجدي الصنديد. أول شيء سيستوقف النظارة الكرام أن الشيخ العتيد، وإسوة بنجوم الضحك الكبار مثل شارلي شابلن، لم يغير شيئا من «لوك» شخصيته. الطاقية المطرزة، والجلابية المغربية، واللحية المشذبة بعناية، التي حملته على السخرية من لحية «بابا نويل» «المشعككة» والمتدلية كلحية العتروس الأشيب. ثم أهم إكسسوار في «شخصية النهاري شو»: العصا الغليظة التي يخبط بها على المنبر، حين يصل عرضه الفرجوي إلى ذروته، أي الوعيد بالويل والثبور وبعظائم الأمور. وسيجد النظارة الكرام متعة ما بعدها متعة وهم يعاينون شيخ الفنانين الدينيين وهو يمزج لغة عربية غميسة بدارجة مدرحة بلغة فرنسية عجماء في محاكاة ساخرة لا يجيدها إلا عتاة الكوميديين. كما سيطالعهم «الشيخ» المعروف بالخبط على صدره كتنويع فني وتقني على لغته «المهموسة»، وهو يدخل في حالة جذبة، ويركب بساط التحريم المجنح ويطلقها صيحة ويلية وعيدية ثبورية واحدة حين يقول: حرام بيع وشراء الشجرة، حرام التهنئة، حرام التورتات، حرام الديك الرومي، حرام التصور مع بابا نويل، حرام التقصيرة، حرام الأموال التي تنفق على البوناني، حرام إظهار الفرح، حرام حرام حرام.. إلى أن يوقفه التصفيق (المصطنع بطبيعة الحال على شاكلة الضحك السوفيستيكي للسيتكومات)، ويأخذ نفسا عميقا وهو يجيل ناظريه في الجمهور المبهور بهذا التصعيد الميلودرامي. لن نحرق عناصر فرجة الشيخ الظريف وهو يتحدث عن عقيرة بريجيت باردو ضد وحشية المسلمين وهم يذبحون الحملان الوديعة في «العيد الكبير»، وعن الشبان والشابات المغاربة وهم يتعانقون في «البوناني» «مثل الحمر الوحشية»، وعن حبل بنات المدارس في هذه الليلة العيسوية، وعن 30 مليون زجاجة خمر شربها أبناء القاهرة في ليلة واحدة مشاركة لهم لاحتفال «اولاد سيدنا عيسى».. وسنترك للمشاهدين الكرام فرصة اكتشاف العرض الترفيهي الجديد للنهاري شو، الذي يبارك للمغاربة «البوناني» بطريقته الخاصة جدا.