عاشت مدينة الناضور على مدى خمسة أيام، في الفترة بين 13 و17 دجنبر الجاري، على إيقاع إفريقي متميز، من خلال الأيام الثقافية الإفريقية الثالثة، التي تنظمها جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية وجماعة الناظور، وتندرج هذه التظاهرة الثقافية والفنية، في إطار الدورة الثالثة لأسبوع المهاجر الذي أعلنت عن انطلاقته الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وفق ما عبر عنه رئيس الجمعية في تصريح للجريدة. البرنامج المنوع الذي شهدته التظاهرة، تضمن مجموعة فقرات، بين الثقافي، الفني، الرياضي والترفيهي، وحتى التجاري، من خلال معرض لبيع المنتوجات الإفريقية بكورنيش المدينة، حيث استقطب هذا المعرض الإفريقي، آلاف من الزوار خلال أيام العرض، ولقيت معروضات الدول الإفريقية المشاركة، إقبالا مهما من لدن الجمهور وخاصة بعض المنتوجات، الخاصة بدول غفريقية بعينها، حيث كانت الإستفادة من العروض المخفضة لها. و سيرا على العرف الذي اعتمد خلال الدورة الثانية من الأيام الثقافية، باستضافة إحدى الدول الأفريقية كضيف شرف للتظاهرة ، فقد تم اختيار دولة ساحل العاج كضيف شرف للدورة الثالثة، تثمينا للصداقة المغربية الأيفوارية، عبر حضور ملحقها الثقافي ووضع رواق خاص بالمنتوجات الأيفوارية بالمعرض تشرف عليه سفارة دولة ساحل العاج بالمغرب . حفل الإفتتاح كان لحظة مميزة أيضا للتعريف بكثير من الدول الإفريقية، عاداتها، خصوصياتها، من خلال عرض أشرطة فيديو، وتقديم الأطباق الإفريقية التقليدية، لكل دولة على حدة، كما تم التعريف بالموروث الشعبي والثقافي لتلك الدول، من خلال سهرة فنية، لفنانين أفارقة كبار، وآخرون يمثلون مجموعات محلية. ولعل أهم ما ميز البرنامج العام لهاته التظاهرة، هي الندوة الدولية حول الهجرة والإعلام، والتي شارك فيها مجموعة فعاليات، منهم منظمات دولية مهتمة بشؤون الهجرة، من قبيل المنظمة الدولية للهجرة، لجنة غوث اللاجئين، إضافة لفعاليات إعلامية مختلفة، بما فيها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بحيث كانت المناسبة للحديث عن الجانب الأخلاقي في التغطيات الإعلامية لقضايا الهجرة والمهاجرين. وكانت المناسبة لإصدار مجموعة توصيات، يأتي في مقدمتها، ضرورة تحسين صورة المهاجرين في الإعلام المغربي، وأن لا تبقى تلك الصورة النمطية التقليدية السيئة مرتبطة بهم، بحكم التغيرات التي تعرفها الظاهرة ككل، كما تم التركيز على خلق تكوينات لفائدة الصحفيين المهتمين بقضايا الهجرة، وتوحيد المصطلحات المستعملة، كما سيكون لكل من الهيئات المهنية والنقابية، وحتى المجلس الوطني للصحافة المرتقب، الدور الكبير في تقييم وتقويم، العمل الصحفي الذي يمكن أن يزيغ عن الأخلاقيات المتعارف عليها في هذا الشأن. من جانبهم ركز المنظمون على استعدادهم للدخول في شراكات لأجل تطوير عمل الصحفيين، في مجال التغطيات الإعلامية لقضايا الهجرة، برفقة منظمات دولية تشتغل في هذا المجال، وعلى إحداث جائزة للصحافة، خاصة بالكتابات والتغطيات التي أظهرت الصورة الإجابية للمهاجرين والهجرة بشكل عام. المناسبة كانت أيضا لتقديم مجموعة من المواطنين الأفارقة، المنتمين لهيئات وجمعيات بالمغرب، لشهادات لهم، عن معاناتهم اليومية، بسبب الصورة السلبية التي ينقلها الإعلام عنهم، في مختلف المجالات، وركز بعضهم على مصطلحات وتسميات تحبل بها الصحافة المغربية، لا تخلو من عنصرية...