استحضرت مدينة مكناس ومعها رجال المقاومة، أمس الأربعاء، روح المجاهد محمد العيساوي المسطاسي، أحد الموقعين على وثيقة الاستقلال، في الذكرى الأربعينية لوفاته. وكانت سيرة المسطاسي الذي لبى نداء ربه يوم 10 نونبر الماضي بمسقط رأسه بمكناس عن عمر يناهز ال99 عاما، محور حفل تأبيني أحيته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش، بحضور ثلة من الشخصيات الوطنية ضمنهم المندوب السامي لأسرة المقاومة مصطفى الكثيري، والأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، ومنتخبون وأفراد أسرة الراحل وأصدقاؤه. وذكر الكثيري في تأبينه للفقيد بأن المغرب فقد ، في شخص محمد العيساوي المسطاسي ، رجلا شامخا عرف بالتزامه بخدمة الدفاع عن القضايا الوطنية وثوابت الوطن، مضيفا أنه يمثل "رمزا" للتحرير الوطني والنضال من أجل الاستقلال. وتابع أن هذا التأبين هو تكريم وتقدير للخدمات الجليلة التي أسداها الفقيد للوطن وتضحياته في إطار العمل من أجل الحصول على استقلال البلاد، مثنيا بالمناسبة على الخصال الإنسانية التي كان يتحلى بها هذا المناضل السياسي. ومن جهته، أبرز نزار بركة بعض الأوجه من نضال الراحل، بتنسيق مع أعضاء الحركة الوطنية، مشيدا بالروح الوطنية العالية التي أبان عنها دفاعا ضد المحتل ورغبة في الوصول إلى تحقيق الاستقلال. وتوقف بركة عند الصفات الإنسانية للراحل محمد العيساوي المسطاسي وعمله داخل حزب الاستقلال، مذكرا بمساهمته في تقوية الروح الوطنية لدى الشباب، من خلال تشجيع التعليم الحر والدفاع عن وحدة البلاد وسيادتها. وعبرت العائلة الصغيرة للفقيد ، بالمناسبة ، عن امتنانها للعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير. وكان جلالة الملك قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم محمد العيساوي المسطاسي، عبر فيها جلالته لأفراد أسرة الراحل ، ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم ولأسرة المقاومة وجيش التحرير ، عن أحر التعازي وصادق المواساة في هذا المصاب الأليم، سائلا جلالته الله سبحانه أن يشمل الراحل بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جناته، وأن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء.