عمدت شركات التوزيع مؤخرا إلى رفع أسعار المحروقات، بمبرر ارتفاع أسعار النفط بالأسواق العالمية. و تفاعلت هذه الشركات، بسرعة مع هذه التطورات، فيما لم يكن الأمر كذلك طيلة الفترة الماضية ، عندما انخفض أسعار البترول بالأسواق الدولية إلى مستويات غير مسبوقة طيلة العشر سنوات الماضية. وعادت أسعار المحروقات ، لتشتعل من جديد طيلة الأسبوع الماضي، قبل أن تتواصل اليوم الأحد. وفي جولة، عبر عدة محطات التوزيع، بالعاصمة الاقتصادية، وقف موقع «أحداث أنفو» على ارتفاعات تواصلت حتى أمس الأحد على مستوى «البنزين الممتاز» وعلى مستوى «الغازوال»، باستثناء تفاوتات بسيطة بين محطة وأخرى. وسجلت أسعار «الغازوال» ببعض المحطات أمس الأحد 9,84 درهما، فيما سجلت أسعار البنزين الممتاز11,8 درهما، فيما سجلت الأسعار بمحطة أخرى9,56 درهما بالنسبة للغازوال و11,15 درهم بالنسبة للبنزين الممتاز، علما بأنه قبل ذلك كان سعر «الغزوال» لايتعدى في أسوء الحالات 9,30 درهم و«البنزين الممتاز»9,54 درهما ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع سعر برميل النفط إلى حوالي 56,63 درهم، لتجد بذلك محطات التوزيع المبرر لإعادة رفع أسعار تسويق المحروقات بالسوق المحلية. لكن هذا التفاعل السريع لشركات التوزيع، لم يسجل خلال الانخفاضات المتوالية لأسعار النفط بالأسواق العالمية خلال الفترة الماضية، حيث كانت أصوات الفاعلين في مجال حماية المستهلك، قد ارتفعت، من فرط مقارنتهم بين تطور أسعار المحروقات بالسوق المحلية آنذاك والأسعار بالأسواق المحلية. ورغم تشكيل لجنة برلمانية للبحث في الموضوع وتشكيل لجنة لليقظة بالوزارة المكلفة بالشؤون العامة، إلا أن ذلك لم يسفر عن شئ. وحتى الدارسة التي قام بها مجلس المنافسة حول الملف لم يخرج بدوره لحدود الساعة للوجود. وكانت الأمور ستصل إلى الأسوء خلال العام القادم، لولا تصدي فرق الأغلبية والمعارضة مجتمعين، ضد اعتزام حكومة سعد العثماني،رفع الضريبة على القيمة المضافة على المحروقات من 10 إلى 14 في المائة.