أنا سيدة أبلغ من العمر 48 سنة، خلال الفترة الأخيرة بدأت أشعر بنقص حاد في النظر، هذا النقص لم أنتبه إليه قبل اليوم، لكن أريد بالمقابل أن أوضح أنني خلال الفترة الأخيرة كنت أبكي بشدة، حزنا على فقداني لوالدي فجأة دون سابق انذار. وعند زيارتي للطبيب أكد لي أنني مصابة « بظفر» وأنه علي اجراء عملية جراحية للتخلص من هذا المشكل. لكن عند قيامي بزيارة لطبيب آخر، أكد لي معاناتي من هذا المشكل لكن بالمقابل طلب مني التربث بعض الوقت قبل إجراء عملية إزالته. الآن أود أن أضع مشكلتي بين يدي الطبيب المختص، من أجل مساعدتي أولا على فهم طبيعة المشكل الصحي الذي أعاني منه؟ وأيضا العلاج المناسب لهذه الحالة؟ كما أود أن أعرف إن كان هذا المرض وراثيا أم لا؟وفي الختام أتمنى أن تجد مشكلتي مكانها بين الرسائل التي يعرضها فضاء الأمل. فاطمة/ الدارالبيضاء عزيزتي القارئة، قبل أن أجيب عن مشكلتك، من الضروري أن أقدم للقارئ تعريفا ل «الظفر»، ويعني زحف غشاء العين الخارجي نحو القرنية، وهذا المرض قد يصيب العين في الجانب الظاهري على مستوى القطر من جهة الأنف. أما أعراض «الظفر» فتأتي على الشكل التالي:- احمرار واضح يظهر على مستوى مكان زحف «الظفر»، على العين. - إحساس بوجود جسم غريب داخل العين أو الإحساس بذرات الرمل داخل العين المصابة.وتجدر الإشارة إلى أن »الظفر»، يمكن أن يبقى مستقرا ولا يتمدد، كما يمكنه في نفس الوقت أن يهجم بشكل واضح على القرنية.أما بالنسبة لصاحبة المشكلة، فإن من الضروري أن تزور طبيبا اختصاصيا على وجه السرعة، لأنه كلما كان تشخيص الحالة مبكرا كلما كان الدواء ناجعا، لكن في نفس الوقت يجب أن تعلمي أن «الظفر» لا يشكل تلك الخطورة التي قد يعتقدها بعض الأشخاص.أما بالنسبة للعلاج، ففي البداية يمكن الاكتفاء بالعلاج الدوائي، لكن من الضروري مراجعة الطبيب من حين لآخر، للتأكد من مستوى « الظفر»، أما إذا كان «الظفر» في مرحلة الزحف على القرنية فهنا من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالته. أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، طبيعة عملي تفرض علي التواصل بشدة والتعامل مع أشخاص من فئات مختلفة ومستوياتها التعليمية المختلفة. ولا يمكن أن أصف لكم حجم الارهاق الذي أشعر به بسبب هذا العمل، لدرجة أنه أثر على صحتي. فمؤخرا بدأت أعاني من ارتفاع ضغط العين،وفي الحقيقة لا أعرف ماذا يعني أن تكون مصابا بهذا المرض، وهل العين يمكنها أن تعاني من ارتفاع في الضغط، فأنا أريد من المختص أن يشرح لي ماذا يعني أن يعاني شخص ما من ارتفاع ضغط العينين.ماهي الأسباب التي يمكنها أن تؤدي إلى ارتفاع الضغط في العين؟ماهي الاحتياطات التي ينبغي علي اتخاذها لتفادي المضاعفات التي يمكنها أن تحدث لي بسبب هذا المرض؟وماعلاقة هذا المشكل بالإرهاق والتوتر الذي أعاني منهما بسبب طبيعة عملي؟ أرجو ألا تهملوا مشكلتي، وأتمنى عرضها على استشاري «فضاء الأمل»، حتى أتمكن من فهم مرضي وكيف يمكنني أن أتعايش معه، ثم هل له علاج؟.حميد / الرباط إن ارتفاع ضغط العين هو ما نطلق عليه «الكلوكوما»، وهناك من يسميه كذلك بالعمى الأزرق. وما ينبغي معرفته في هذا الشأن، هو أنه داخل العين هناك أنسجة تنتج الماء ، إذن هذا الماء يجد أحيانا صعوبة في الخروج من بين الشرايين الموجودة داخل العين، وبالتالي يقع إفراط في الإفراز، مما يرفع من الضغط داخل العين. وقد يتسبب ارتفاع الضغط داخل العين في تدهور هذا العصب الذي يعد العنصر الأساسي في عملية.أما إذا لم يعالج ارتفاع هذا الضغط داخل العين، كما سبق وقلت، فقد ينتج عنه بطبيعة الحال تدهور كلي للعصب الذي تحدثت عنه، وهنا لست في حاجة إلى أن أقول لك، إنه قد ينتج عنه العمى طبعا. ولكي أضيف بعض المعلومات وحتى تتضح لديك الأمور، لابأس من ذكر بعض العلامات التي تميز الكلوكوما والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: احمرار العين - ضعف البصر، حيث يبدأ الشخص فقدان بصره تدريجيا صداع في الرأس.ومن هنا فأنا أنصح كل الأشخاص باستشارة طبيب مختص في أمراض العيون إذا ما لاحظوا أن هناك أفراد من أسرتهم يعانون من نفس المشكل، وكذلك الشأن بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، فهؤلاء عليهم باستشارة طبيب كذلك. وفي الأخير أنصح صاحب المشكل الذي بين أيدينا باستشارة طبيب مختص في أمراض العيون، حتى يقيس لك ضغط عينيك ويصف لك بعد ذلك العلاج، لأن الأمر يتطلب ذلك. محسن بن يشو : اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية والعقلية أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة، تلميذة بالسنة الأولى بكالوريا بالشعبة العلمية، مشكلتي ترتبط بتراجع مستواي الدراسي، نتيجة ادماني على أحلام اليقظة وعدم التركيز في دروسي ونسيان كل ما أراجعه بسرعة كبيرة، علما أن الامتحانات على الأبواب وأنني مطالب بتحقيق نتائج جيدة. اليوم، أصبحت أندمج كثيرا مع هذه الأحلام، لدرجة أنني أحدث نفسي بصوت مرتفع، وأجدني في بعض الأحيان أضحك بصوت عال أيضا، وفي العديد من المرات أبدأ في محاسبة نفسي على عدم قدرتي على التركيز، وأحثها على بدل مجهود مضاعف لتحقيق أحلامها، وذلك ببدل مجهود أكبر في مراجعة الدروس، لكن كلما حاولت التركيز إلا وأجد نفسي بين نارين الأولى ترتبط بنسيان كل ما أدرسه أو في سفري في بحر أحلام اليقظة. لكن ما يؤلمني في كل هذا، أني لا أعرف أسباب سيطرة هذه الأحلام علي وأسباب نسياني للمعلومات، ولا كيفة التخلص من هذه المشاكل، فأرجوكم ساعدوني على التخلص منها وعلى معرفة أسبابها. والإجابة على أسئلتي التالية :ماهي أسباب نسياني للمعلومات ؟ وماعلاقة النسيان بضعف التركيز وبأحلام اليقظة ؟ .أشرف / الدارالبيضاء النسيان مشكلة متكررة يشكو منها التلاميذ على وجه الخصوص كلما اقترب موعد الامتحانات، وتزداد حدتها في خالة التوتر والقلق، المصاحبة لفترة التحضير للامتحانات، علما أن تخزين المعلومات بالذاكرة عبارة عن عملية متصلة ببعضها البعض، تبدأ بعملية يتم بموجبها دخول المعلومات، وتصنيفها، ووضعها في مكانها في المخ"، ثم هناك عملية التخزين، وهي الحفاظ على هذه المعلومات، دون نقص أو " تحريف أو تشويه، وهناك عملية الاستعادة، وهي القدرة على استدعاء المعلومات عند الحاجة إليها. كما أن التوتر والقلق المصاحب للضغوط النفسية المختلفة، ومنها الامتحان، يتداخل مع عملية الذاكرة ويؤثر عليها بطريقتين: الأولى: أنه يؤثر على سلامة عملياتها والثانية: أنه يدفع بكثير من الهواجس، والأفكار التي كانت مهمشة - خلال الفترات السابقة إلى صدارة العقل ويحعلها تسيطر علينا وتمنعنا من التركيز ومن جانب آخر غالبا ما يكون مشكل النسيان مرتبط بحالة ضعف التركيز، ولها أسباب نفسية متعددج منها القلق والتوتر والضغط وعدم استيعاب التغيير الذي يطرأ على الجو الدراسي بعد الانتقال من مرحلة لأخرى وخاصة خلال مرحلة التحضير الامتحانات، هذا دون الحديث عن التغييرات النفسية التي تصاحب مرحلة المراهقة بشكل عام، غالبا ما تتحول إلى عائق نفسي يحدد من قدرات التلميذ / المراهق، لكن هذا العائق لا يجب أن يتطور ويصبح مستدما. لكن الأساسي أن يعرف صاحب هذه المشكلة، أن شروذ الذهن في مثل عمره عارض طبيعي، فهو يمر بمرحلة المراهقة والبلوغ وهناك تغيرات نفسية وجسمية تطرأ عليه. ومن خصائص هذه المرحلة أن يتطلع الانسان إلى المستقبل فيعيش أحلام اليقظة.. أنا شاب في أواسط الثلاثين من العمر، مشكلتي بدأت عندما كنت طفلا صغيرا، حيث كنت أخاف من كل شيء ولا أجرؤ على اللعب مع أقراني خوفا من أن يؤذوني، رغم حبي الشديد للعب معهم، فقد كنت أشعر بالخوف الشديد، وفي الليل أرى كوابيس مزعجة. وكلما رأيت والدي يتشاجران أمام عيني أبكي بمرارة وأصرخ وأنا أرجوهما أن يكفا عن ذلك. المهم أنني قضيت طفولة كلها رعب وخوف من أي وشيء ومن كل شيء... خضت أول تجربة جنسية، إلا أنني صعقت بعدها وخفت من أكون مصابا بالسيدا، وأصبحت أترقب ظهور أعراض المرض ولم أكن أملك الشجاعة الكافية لإجراء الفحوصات والتأكد من صحة المرض. عندما تبين لي أنني سليم معافى، بدأت أشعر بالخوف من مواجهة الناس، لا يوجد سبب معين لذلك إنما أخاف من مقابلتهم فقط. إنني أدرك جيدا أنني أعاني من الخوف الشديد، لكني لا أعرف كيف أتجاوز هذه المشكلة التي جعلت حياتي جحيما حقيقيا، إذ أحس بالحرمان من أشياء كثيرة بسبب الخوف. وكم ضاعت مني فرص لا حد لهاففي أحيان كثيرة أشعر ببعض الألم على مستوى معدتي، وقد سبق وزرت طبيبا مختصا ووصف لي بعض الفأنا أعاني من اضطراب حاد على مستوي هذا العضو، وأعتقد أن الخوف هو سبب ذلك، لأنني كلما أشعر بالخوف أبدأ بالشعور بالآلام الحادة.حمزة / الرباط الصديق الكريم، من خلال المعلومات التي أوردتها في مشكلتك، يمكننا الجزم بأنك تعاني من مرض " التخوف الاجتماعي " والذي كنت بارعا في وصف أعراضه. الخوف العادي هو شيء طبيعي وجميع الناس يشعرون به، فلولا الخوف لما توقفت السيارات عند إشارة المرور، ولولا الخوف لما احترم الناس القانون، لكنه عندما يزيد عن الحد المعقول، هنا تكمن المشكلة. وإذا بقي الخوف في هذه الحدود، فإنه يدفع الشخص إلى فعل أشياء إيجابية ومعقولة، لكنه عندما يتجاوز الحد فإنه يخلق نوعا من الارتباك، ويفسد على الإنسان حياته. وأريدك أن تعلم أن الخوف المرضي حالة مرضية تؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد، ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس عادة. إن هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات بل إن الذين يعانون من الخوف قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر. يبدأ الخوف عادة أثناء فترة المراهقة. وبالنسبة لحالتك وإحساسك بآلام على مستوى المعدة، فهذه استراتيجية حيث أنك تمضع خوفك في هذا المكان، وعموما فإن الشعور بالخوف يتموقع في الجهاز الهضمي، أو القلب أو التنفس. فهذا النوع من الأمراض يدخل فيه جانب عضوي وجانب نفسي، وهناك طرق في العلاج لا تتطلب تحليلا لعمق شخصية المريض، بل هناك طرق تستعمل مع المريض من طرف الطبيب النفساني للترميم والإصلاح حتى يستطيع المريض أن يستعيد حياته العادية. إذن يجب أن تستشير طبيبا خاصا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الخوف، أما آلام المعدة التي تشعر بها فهي مجرد استراتيجية نفسية، ولا يمكن تشخيص حالتك هكذا، دون الخضوع لجلسات مع طبيب مختص حتى يساعدك على تجاوز هذا المشكل.