في الوقت الذي دشنت فيه السلطات الجزائرية حملة قاسية ضد المهاجرين الأفارقة، وتهاملت معهم بشدة، عبر نقلهم في شاحنات والإلقاء بهم في بطن الصحراء، حيث لاماء ولاأكل، رفعت منظمة العفو الدولية من انتقادها لنظام بوتفليقة في تدبير هذا الملف. ووصفت منظمة العفو الدولية ماتقوم به السلطات الجزائرية بالعنصرية المقيتة، حيث سبق أن انتقدت ممثلة المنظمة بالجزائر، سياسة الدولة في هذا الباب وقالت «إن مايقع هو أمر مؤسف وصادم وفاضح، ذلك أنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم المهاجر، نجد في الجزائر أن هناك بعض الجهات التي قررت القيام بحملة عنصرية ضد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، حد الدعوة لاستعمال العنف ضدهم». وبالرغم من طلب ممثلة منظمة العفو الدولية من الجزائر في يونيو الماضي، بالتدخل ووضع حد لهذه السياسة العنصرية ضد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، إلا أن هذه السلطات تمادت في قراراتها، لتعود مجددا للإقدام على عمليات ترحيل قسري، وغير إنسانية، وبشكل أحادي، لايراعي القرارات الأممية في هذا الباب، ماحدى بهيئة الأممالمتحدة للتساؤل عن وضع اللاجئين في الجزائر، وأمهلت السلطات حتى نهاية السنة للرد عليها. ويبدو أن الجزائر، التي تتبجح بكونها هي من يدافع عن دول القارة، اختارت أن تسابق الزمن قبل انصرام المهلة الأممية، والقيام بحملة تطهير عنصري ضد مهاجري ولاجئي «قارتها».