انطلقت، اليوم الخميس بباماكو، أشغال مؤتمر إقليمي حول الوضع الأمني في غرب إفريقيا عموما، ودول منطقة الساحل بشكل خاص، وذلك بعقد اجتماع على مستوى الخبراء، بمشاركة المغرب. ويمثل المغرب في هذا اللقاء السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي محمد العروشي. ويهدف هذا الاجتماع إلى إجراء تقييم شامل للوضع الأمني بمنطقة الساحل وفي غرب إفريقيا لتحديد سبل ووسائل التدخل الملائمة لضمان القضاء الناجع على المنظمات الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء وتوسعها في غرب إفريقيا، وذلك من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية والسلم في الدول المعنية، والذي يعد ضمانة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب المنطقة. ويروم هذا الاجتماع، الذي يستمر ثلاثة أيام، أيضا إلى تحديد أسباب وطبيعة التهديدات غير المتناظرة، وطرق عمل المنظمات الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا، وتقييم نقاط القوة والضعف في الاستجابات الأمنية الجارية، سواء في مالي أو منطقة الساحل أو باقي منطقة غرب إفريقيا. كما يسعى المؤتمر إلى المساهمة في إيجاد حلول ملموسة للعديد من القضايا، وتجاوز التقصير الحاصل في العديد من التدخلات سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، لضمان الأمن الفعال للأشخاص والممتلكات في مالي أساسا، ثم في منطقة الساحل وباقي منطقة غرب إفريقيا. وسيناقش المشاركون السبل الكفيلة بتحديد برامج خاصة بالوقاية والقضاء على التهديدات التي تواجهها دول الساحل والصحراء وفي غرب إفريقيا، والقابلة للتطبيق الفوري في فضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو). وسيبحث المؤتمر أيضا وضع أرضية للتعاون والتنسيق بين مختلف المبادرات والخبرات في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والتجارة في المخدرات والبشر في منطقة (سيدياو). ويتضمن برنامج هذا المؤتمر الإقليمي على الخصوص، جلسة حول تحليل التهديدات والجماعات الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء وفي غرب إفريقيا. وستتناول هذه الجلسة تحديث المعلومات حول الأسس الإيديولوجية وطرق عمل الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة، والشبكات الإجرامية العابرة للحدود، والتجارة في المخدرات والبشر، المنتشرة على شريط الساحل والصحراء، والتي يتوقع أن تنتشر في كافة أنحاء منطقة (سيدياو). كما سيلتئم المؤتمرون في جلسة ثانية حول تقاسم الخبرات في مجال حفظ السلم، ومحاربة الإرهاب، والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل وغرب إفريقيا. وسيجري المشاركون في هذه الجلسة تقييما موضوعيا للتجارب الميدانية في مجال حفظ السلم ومواجهة التهديدات غير المتناظرة في مالي ومنطقة الساحل وغرب إفريقيا. ويتعلق الأمر بتحديد، من خلال هذه التجارب، سبل تحسين وتعزيز قدراتها على التدخل الأمثل فيما يتعلق بالوضع الخاص في مالي وعلى الصعيد الإقليمي. وتتمحور الجلسة الثالثة حول الاستراتيجية الإقليمية التكاملية لمحاربة التنسيق بين الجماعات الإرهابية والمتطرفة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والاتجار في المخدرات والبشر، والتي تهدف إلى تحديد سبل ووسائل ترشيد مختلف التجارب في إطار التنسيق والتدبير الاستراتيجي الإقليمي أكثر تكاملا. وسيتوج هذا المؤتمر، المنظم تحت إشراف منظمة (سيدياو) وبالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، بإعلان باماكو حول الاستراتيجية الإقليمية المتكاملة للوقاية ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف، والجريمة المنظمة عبر الوطنية، وتجارة المخدرات والبشر في منطقة الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.