واشنطن/بكين 7 سبتمبر - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إنه يفضل تجنب اتخاذ إجراء عسكري مع كوريا الشمالية للتصدي لتهديدها النووي والصاروخي، لكنه إنه إن لجأ لهذا الخيار فسيكون "يوما حزينا جدا" لزعامتها. وامتنع ترامب مجددا عن استبعاد الرد العسكري الأمريكي عقب سادس تجارب كوريا الشمالية النووية وأقواها في الوقت الذي تسعى فيه إدارته لتشديد العقوبات الاقتصادية قائلة إن بيونجيانج "تسلك مسلكا سيئا ويتعين إيقافها". وقال ترامب في مؤتمر صحفي "العمل العسكري يمكن أن يكون خيارا بالتأكيد. هل هو حتمي؟ لا شيء حتمي". وأضاف "أفضل عدم السير في طريق الخيار العسكري... وإذا ما استخدمناه في كوريا الشمالية فسيكون يوما حزينا جدا لها". ورغم إصرار ترامب على أن الوقت الحالي ليس هو المناسب للتحدث مع كوريا الشمالية، أوضح مسؤولون بارزون في إدارته أن باب الحل الدبلوماسي ما زال مفتوحا وخاصة في ظل التقييم الأمريكي بأن أي ضربة وقائية ستطلق رد فعل قويا من جانب كوريا الشمالية. وفي حين اتسم حديث ترامب بالصرامة، قالت الصين اليوم الخميس إنها تقر بضرورة تحرك الأممالمتحدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد كوريا الشمالية مع السعي في الوقت نفسه لمواصلة الحوار عملا على إنهاء المواجهة. وقالت كوريا الشمالية إنها سترد على أي عقوبات من الأممالمتحدة أو ضغوط من الولاياتالمتحدة "بإجراءات مضادة قوية" واتهمت واشنطن بالسعي لإشعال حرب. وتريد الولاياتالمتحدة من مجلس الأمن الدولي فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية وحظر صادراتها من المنسوجات ومنع توظيف مواطنيها في الخارج وتجميد أصول زعيمها كيم جونج أون ومنعه من السفر وفقا لمسودة قرار اطلعت عليها رويترز يوم الأربعاء. وتصاعدت الضغوط الأمريكية منذ أجرت كوريا الشمالية يوم الأحد تجربتها النووية السادسة. وأظهرت تلك التجربة بالإضافة إلى سلسلة من التجارب الصاروخية أن بيونجيانج قريبة من تحقيق هدفها المتمثل في تطوير سلاح نووي قوي يمكنه الوصول إلى الولاياتالمتحدة. وقال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحفيين "نظرا للتطورات الجديدة في شبه الجزيرة الكورية، تتفق الصين على ضرورة تحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار رد إضافي واتخاذ الإجراءات اللازمة". وأضاف "أي إجراءات جديدة يتخذها المجتمع الدولي ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يجب أن تخدم هدف تقليص برامجها النووية والصاروخية وأن تسير في الوقت نفسه باتجاه استئناف الحوار والمشاورات". والصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية على الإطلاق وبلغ نصيبها من التبادل التجاري بينهما 92 بالمئة العام الماضي، كما أنها تمدها بمئات الآلاف من الأطنان من النفط والوقود. وحث ترامب الصين على بذل المزيد لكبح جماح جارتها التي مضت قدما في تطوير برامج تسلحها في تحد لعقوبات الأممالمتحدة وإدانات المجتمع الدولي. * التهديد الكوري الشمالي قالت كوريا الشمالية في بيان ألقاه وفدها في منتدى اقتصادي منعقد في فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي "سنرد على التآمر الهمجي المتعلق بالعقوبات والضغط الذي تمارسه الولاياتالمتحدة بإجراءات مضادة قوية". وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن بمدينة فلاديفوستوك واتفقا على محاولة إقناع الصين وروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر قدر ممكن. واتهمت كوريا الشماليةكوريا الجنوبية واليابان بممارسة "سياسة قذرة". وتقول كوريا الشمالية إنها بحاجة إلى أسلحتها لحماية نفسها من أي عدوان أمريكي. ولا تزال كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة في حالة حرب مع كوريا الشمالية رسميا بعد أن انتهت الحرب الكورية، التي دارت من عام 1950 إلى عام 1953، بهدنة وليس بمعاهدة سلام. من جهة أخرى قال مسؤول أمريكي كبير إنه من غير الواضح ما إذا كان أسلوب الردع الذي اتبعته واشنطن مع الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة يمكن تطبيقه على دولة مثل كوريا الشمالية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن هناك خطرا كبيرا من أن تسيء كوريا الشمالية تقدير الرد الأمريكي على سلوكها وحذر بيونجيانج من "التقليل من شأن الإرادة الأمريكية لحماية أنفسنا وحلفائنا". وأقدمت كوريا الجنوبية في ساعة مبكرة اليوم الخميس على تركيب القاذفات الأربع المتبقية من نظام ثاد الأمريكي المضاد للصواريخ. وكانت قد نشرت قاذفتين من قبل. وقال مسؤولون في خدمة الإطفاء إن أكثر من 30 شخصا أصيبوا عندما فض نحو 8000 من أفراد شرطة كوريا الجنوبية حصارا شارك فيه حوالي 300 من أبناء القرى وأعضاء جماعات مدنية تعارض نشر نظام ثاد. وأثار قرار نشر نظام ثاد اعتراضا قويا من جانب الصين التي ترى أنه يمكن استخدام راداراته في إلقاء نظرة متفحصة في عمق أراضيها وأنه سيخل بالتوازن الأمني في المنطقة.