عاش عدد من المسافرين المغاربة على متن رحلة للخطوط التركية حالة من الرعب أول أمس الأربعاء (23 غشت) ، عندما اشتعلت النيران في أحد محركات الطائرة، دقائق بعد إقلاعها من مطار أتاتورك الدولي، في اتجاه مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وكادت الطائرة التي يبلغ عدد ركابها 500 راكب، أغلبهم مغاربة مهددة بالسقوط، قبل أن ينجح ربانها في العودة بها إلى المطار، والنزول بسلام، قبل أن يتم إطفاء الحريق وإخراج المسافرين، الذين عبروا عن غضبهم من التعامل السيء من طرف السلطات بمطار أتاتورك. واحتج الكاتب والشاعر المغربي صلاح بوسريف، الذي كان على متن الطائرة رفقة زوجته فتيحة واضح في رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الإهمال الذي طال المسافرين. وكتب بوسريف في الرسالة: " اسمح لي، باعتباري مواطنا مغربيا زرت بلادكم لقضاء عطلتي الصيفية رفقة زوجتي، رغم أنها لاتضع حجابا، أن أتوجه إليكم بهذا الاحتجاج، لما لاقيناه من بعض مؤسسات بلدكم من إهمال، ومعاملة دكتاتورية متعنتة، فيها كثير من الطيش، وغياب الجدية وروح المسؤولية". ووصف بوسريف معاناة المسافرين المغاربة قائلا: "زج بنا في بهو المطار كخراف ضالة، لا ماء، ولا إسعافات، ولا مسؤولا واحدا، جاء ليخفف عنا ما أصابنا، بل حشرنا في هذا البهو، لا خروج ولا دخول، وكأننا سجناء، لا نعرف لا ما سيجري، ولا ما علينا فعله، في الوقت الذي تحلقت أسراب من البشر، والمعدات حول الطائرة التي حطت في المطار، لتصير الآلة أهم من الإنسان، وأولى بالعناية والاهتمام. وحين كونا فريقا، بمعية مغاربة يتكلمون اللغة التركية، التي هي لغة التخاطب الوحيدة عندكم، لملاقاة بعض المسؤولين في مكاتبهم، ووجهنا بعنف، وبتهديد بالبوليس، ما جعلنا نحتج، برفع شعارات ضد هذا السلوك البوليسي الذي بدأتم تكرسونه، فيما يبدو، في بلد تدعون أنه بلد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان". واختتم الرسالة بالقول: "إننا نأسف لما لقيناه من إدارتكم في الطيران، ولما حملتموه لنا من ألم إضافي، ومن ازدراء واحتقار، وعنصرية، بتسميتنا عربا، فهذا ضيم، أيها الرئيس، لن يرفعه عنا إلا حاكم عادل، أو حتى حاكم "مستبد عادل". ولربان الطائرة، بصورة خاصة، إجلالي وتحياتي، فهو من صان حياة ركاب الطائرة، وضمنهم صان ما بقي لي من حياتي".