باريس, 14-7-2017 - حضر الرئيس الاميركي دونالد ترامب المعزول دوليا لكنه "صديق" لفرنسا الجمعة العرض العسكري التقليدي بمناسبة اليوم الوطني الى جانب نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يتوجه بعدها الى نيس لإحياء ذكرى الاعتداء الذي أوقع 86 قتيلا و45 جريحا قبل عام. بدأ العرض العسكري الذي يتزامن مع الذكرى السنوية المئوية لمشاركة الولاياتالمتحدة في الحرب العالمية الاولى على جادة الشانزيليزيه بمشاركة 3720 عسكريا و211 عربة من بينها 62 دراجة نارية و241 حصانا و63 طائرة و29 مروحية. وعلق ترامب بعد ظهر الخميس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون في القصر الرئاسي "انه احتفال وطني رائع ونحن متلهفون للمشاركة فيه. ممتاز!" وينتهي العرض في الساعة 10,30 ت غ. وأضاف ترامب "دولتانا موحدتان معا والى الابد في روح الثورة والكفاح من أجل الحرية". من المقرر ان يلقي ماكرون صباح الجمعة "كلمة مقتضبة" من على المنصة الرئاسية اثر العرض العسكري "للتذكير بمعنى العيد الوطني الذي بات ذكرى لاعتداء أغرق فرنسا في حداد"، بحسب ما أفاد مصدر من المحيطين بالرئيس. يأتي العرض في اجواء من التوتر بين رئيس الدولة والعسكريين الذين عبروا عن قلقهم ازاء الاقتطاعات التي ستطالهم في الموازنة. وفي دليل على التوتر، أوضحت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي صباح الجمعة ان رئيس أركان الجيوش الجنرال بيار دي فيلييه سيشارك في العرض الى جانب ماكرون. وكان الرئيس وجه الخميس انتقادا الى الجنرال الذي اعترض امام مجلس النواب على خفض ميزانية الجيش في العام 2017. وكان ماكرون اعتبر انه "ليس من اللائق نقل بعض النقاشات الى العلن"، وذكر العسكريين ب"حسهم بالواجب"، بعد ان كان دي فيلييه قال في جلسة استماع مغلقة امام لجنة نيابية ان الجيش "اعطى كل شيء" ولن يقبل مثل هذه المعاملة من قبل وزارة المالية. بعد رحيل الرئيس الاميركي، يتوجه ماكرون الى نيس للقاء أسر الضحايا وعناصر من قوات الامن والاغاثة. ومن المفترض ان يقام عرض عسكري تليه مراسم تكريم رسمية يتم بثها على شاشات عملاقة. وفي أجاء عاطفية مشحونة، أضيئت 86 شمعة عند الصباح قبل وصول ماكرون تكريما للضحايا الذين قتلوا عندما صدم رجل بشاحنته حشدا كان يحضر الاحتفالات بالعيد الوطني على الجادة الرئيسية. في تلك الليلة احتشد نحو ثلاثين الف شخص كبارا وصغارا على واجهة نيس البحرية لمشاهدة عرض الألعاب النارية التقليدي في العيد الوطني. بعيد الساعة 22,30، اندفعت شاحنة تزن 19 طنا على هذه الجادة المعروفة في الكوت دازور، باتجاه الحشد فدهست وصدمت كل من كان في طريقها وهي تتنقل بين الرصيف والطريق لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. في أقل من ثلاث دقائق تسببت الشاحنة التي كان يقودها تونسي في الحادية والثلاثين من العمر، بسقوط 86 قتيلا بينهم 15 طفلا، وأكثر من 450 جريحا. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم بدون ان يؤكد التحقيق وجود صلة له مع القاتل محمد لحويج بوهلال الذي قتل في نهاية هجومه الجنوني. لا يزال تسعة أشخاص قيد التوقيف للاشتباه بانهم ساعدوا بوهلال بدرجات متفاوتة في الحصول على أسلحة. من المقرر في المساء، إقامة حفل موسيقي مفتوح للجميع قبل إطلاق بالونات وإضاءة 86 حزمة ضوئية. لكن من غير المقرر تنظيم عرض للألعاب النارية في منطقة الألب ماريتيم تعبيرا عن الحداد. ستحتفل فرنسا حيث تم تمديد العمل للمرة السادسة بحالة الطوارئ المفروضة منذ نوفمبر 2015، بالعيد الوطني وسط حراسة أمنية مشددة بمشاركة نحو 86 الف شرطي ودركي و7 الاف عسكري من عملية "سانتينل" و44 الف اطفائي منذ الخميس لحماية المشاركين في الفعاليات. كما ستنتشر قوات الأمن في المناطق السياحية وفي الحفلات الموسيقية والتجمعات، بحسب بيان لوزارة الداخلية مع "تركيز خاص" على محطات القطارات والمطارات. أوقعت ثمانية اعتداءات جهادية 239 قتيلا منذ يناير 2015 كما أفشلت السلطات عدة محاولات.