ليلة بيضاء قضاها عناصر فرق الإطفاء، لمختلف المصالح المشاركة في عملية إخماد حريق غابة مديونة ونواحيها، بعدما أعلنت السلطات المحلية بطنجة حالة طوارئ وتحولت المنطقة إلى ساحة حرب في مواجهة النيران، التي واصلت زحفها في تدمير مساحات شاسعة من الغطاء النباتي لتلك المنطقة، بالرغم من المجهودات المبذولة من قبل مختلف الجهات المعنية بغاية محاصرة الحريق. واستأنفت الطائرات المغربية، التابعة للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، صباح يومه الأحد طلعاتها فوق موقع الحريق، بعدما توقفت في الليل، وذلك في إطار مشاركتها في عملية إخماد النيران، التي انتقلت بشكل سريع ليلة السبت إلى غابة كاب سبارطيل، بسبب الرياح القوية، في الوقت الذي لم تتوقف جهود فرق الإطفاء على الأرض، في سباق مع الزمن لتطويق الحريق قبل انتقاله إلى مناطق غابوية أخرى مجاورة. وذكرت مصادر مسؤولة أنه إلى حدود صباح يوم الأحد، تم الاستعانة فقط بالطائرات المغربية في عملية الإطفاء، التي تتم تحت قيادة القوات المسلحة الملكية، ومن المنتظر أن تلتحق بموقع الحريق خلال الساعات المقبلة فرق إطفاء اسبانية، لتقديم المساعدة خاصة الجوية، أمام استمرار هبوب رياح الشرقي على المنطقة. وقامت السلطات المحلية بمنع حركة السير انطلاقا من منطقة الرميلات في اتجاه موقع الحريق، بعدما انتقلت النيران من غابة مديونة، التي كانت أول المناطق المتضررة، حيث اندلع بها الحريق الأول منذ مساء يوم الجمعة المنصرم، قبل أن ينتقل إلى أجزاء كبيرة من غابة السلوقية وكاب اسبارطيل، المطلة على شاطئ أشقار. وتسعى كافة المصالح المعنية المشاركة في عملية الإطفاء، إلى تفادي وصول الحريق إلى بعض المناطق السكنية المتفرقة المجاورة للغابات المذكورة، حيث لم يسجل إلى حدود منتصف يوم الأحد، وقوع أي خسائر بشرية، فيما لم تقدر بعد حجم المساحة الغابوية المنكوبة، أمام استمرار تقدم الحريق، ومواصلة فرق الإطفاء عملها بالاستعانة بكل الإمكانيات المتاحة للقضاء عليه، بعدما تعالت أصوات ساكنة طنجة من أجل الإسراع بإنقاذ هذا الموقع الغابوي، الذي يعد أهم متنفس طبيعي بالمدار الحضري للمدينة.