ذكرت مصادر مطلعة أن عناصر المركز القضائي للدرك الملكي التابع لسرية برشيد تمكنت، مساء أمس السبت، من توقيف ثلاثة أشخاص ينتمون لعصابة «بارون المخدرات» بحد السوالم. وقد مكنت هذه العملية، التي جرت بإشراف القائد الجهوي للدرك الملكي بسطات من توقيف المتهمين الذين يشتبه في تورطهم في عملية إطلاق الرصاص التي شهدت منطقة حد السوالم خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي أصيب خلال أحد مسؤولي الدرك الملكي ببلدية حد السوالم. وحسب المصادر ذاتها فإنه «بناء على مجموعة من التحريات التي باشرتها عناصر المركز القضائي ببرشيد، بتنسيق مع مركز الدرك الملكي بالسوالم، ومن أجل وضع حد لترويج المخدرات بالمنطقة، حيث تعرف رواجا كثيفا، يشتد خلال شهر رمضان»، تم تنفيذ حملة بالمنطقة التي يروج فيها المدعو «ولد لمسلك» جميع أنواع المخدرات، والقريبة من الطريق الوطنية «رقم 1» المعروفة باسم طريق الجديدة. وقد أسفرت العملية عن توقيف كل من أخ «بارون المخدرات» المسمى «حميد لمسلك» وابن أخيه وأحد مساعديه، ممن يعتبرون شركاء له في عمليات ترويج المخدرات، حيث غدت المنطقة سوقا رائجة يفد عليها المدمنون من مختلف مناطق حد السوالم وسيدي رحال، وحتى من مدينتي برشيد والدارالبيضاء. وجاءت عملية توقيف المتهمين بعد مطاردة شهدتها منطقة السوالم الجمعة، حيث تمكنت عناصر الدورية من توقيف المتهمين الثلاثة وحجز سيارة رباعية الدفع وثلاثة كيلوغرامات من مخدر الشيرا وكمية مهمة من مخدر طابا. كما كشفت التحريات الأولية عن وجود متورط في عملية إطلاق النار على قائد الدرك الملكي بحد السوالم، وهو الذي كان يعبئ بندقية تاجر المخدرات بالخراطيش أثناء عملية تبادل إطلاق النار بمنطقة حد سوالم يوم الحادث. وقد وضعت الضابطة القضائية بسرية درك برشيد المتهمين رهن الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة، بتهم تتعلق بمحاولة القتل العمد لعناصر القوات العمومية وإلحاق خسائر مادية بسيارة الدولة وتكوين عصابة إجرامية مختصة في الاتجار في المخدرات، في انتظار استكمال البحث وإحالتهم على الوكيل العام لدى استئنافية سطات. يذكر أن أزيد من 200 مذكرة بحث صادرة ضد بارون المخدرات الذي يقود عملية ترويج المخدرات. وهي المذكرات التي قال مصدر مطلع للجريدة إنها «تظل غير مفعلة وحبيسة الرفوف»، وكأن المعني به ينطبق عليه وصف «الثعلب الذي يظهر ويختفي».. رغم أن العديد من عناصر الدرك الملكي يقال «إنها تبحث عنه، دون أن تصل أيديها إليه».. ليبقى صاحبها «حرا طليقا» يمارس تجارته غير المشروعة، بعد أن غدا من "عِلْية" القوم، يوزع الأموال ذات اليمين والشمال، بعد أن صارت له عيون وأتباع يرشدونه لكل محاولة مداهمة لمجال نفوذه.. بل إن الأصابع تشير إلى أملاكه العقارية العديدة التي اقتناها بمركز المنطقة التي يوفر لمدمنيها كل ما يطلبونه على مدار اليوم. ورغم حالة الاستنفار القصوى التي حركت عناصر الدرك الملكي بحد السوالم، قبل أشهر قليلة، بدعم من سرية برشيد، لم يتم إيقاف أحد أكبر مروجي المخدرات بمنطقة حد السوالم الذي طبقت شهرته الآفاق حتى غدا «أشهر من نار على علم»، ووحدها أصفاد الدرك الملكي تظل عاجزة عن الإحاطة بيديه، حتى وإن كان نشاط ترويجه لمختلف أنواع المخدرات يتم علانية، وجهارا، لأن كل الطرق تقود المدمنين إليه. ورغم عملية الجمعة الماضي التي قادت إلى توقيف بعض شركاء مازال "الرأس الكبير" بعيدا عن أن تصل إليه أيدي الدرك الملكي.