حوالي الساعة الخامسة من زوال الأحد كسر هدير الطائرة سكون الدوار وحملق الكل في سماء الدوار للتأكد من كونها الطائرة التي تحمل جثمان الفقيد، و بدت الطائرة المروحية تحوم في أجواء الدوار وتتجه نحو مكان هبوطها إلى ان حطت به وعلى مثنها جثمان الشهيد. وما هي إلا هنيهات بعد هدوء هدير الطائرة حتى بدات معالم الثابوت تظهر من الباب الخلفي للطائرة ملفوفا بالعلم المغربي حيث حملته عناصر من القوات المسلحة الملكية على أكتافها نحو سيارة الإسعاف التي أقلته إلى مكان بمحاذات خيمة العزاء حيث جرت مراسيم التأبين بحضور الشخصيات العسكرية والمدنية. منظر مهيب ممزوج بالخشوع عم كل الحاضرين، بينما تكفلت عناصر من المصالح الإجتماعية للقوات المسلحة الملكية بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لأفراد أسرة الفقيد وخصوصا الزوجة والأم والأب حيث التأثر بدت عليهم معالم التأثر لفراق ابنهم لكن الكل يهون في سبيل نداء الواجب . وكانت الرسالة الملكية التي تم تسليمها إلى والد الشهيد بعد تلاوتها في حفل التأبين خير سند وأحسن عزاء في فقدان الشهيد، فرغم الحزن والأسى الذي خيم على المكان إلا ان تلاوة الرسالة الملكية جعلت الأسى والحزن يتحول إلى الإعتزاز بالوطن وحب الملك بفضل هذه الرعاية المولوية الكريمة التي حظي بها الشهيد وعائلته. كما أن الحضور الوازن لشخصيات عسكرية مرموقة سواء من القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وكذا مسؤولوا مصالحها الإجتماعية بتازة وحشد من عناصر القوات المسلحةالملكية ، إضافة إلى مختلف السلطات الإقليمية بتاونات على رأسهم عامال الإقليم والسلطات المحلية والمنتخبة انضافت إليها دعم الساكنة التي هبت إلى استقبال جثة الفقيد كلها عناصر خففت من وطأة الحدث الجلل ، الذي أصاب أسرة الفقيد . وقامت المصالح الإجتماعية للقوات المسلحة بتهيئة كل الظروف لتمر مراسيم الجنازة وحفل التأبين بشكل يليق بالشهيد ، ولهذه الغاية جندت مصالحها في تنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية والجماعة الترابية للرتبة استعدادا لحفل التأبين حيث تمت تهيئة مكان نزول الطائرة المروحية التي أقلت جثة الشهيد إلى مسقط رأسه . كما تم فتح مسلك طرقي بين هذا المكان ومقبرة الدوار إضافة إلى آخر يربط بين المقبرة ومنزل والد الشهيد حيث أقيمت مراسيم العزاء ، فيما تكفلت مصالح القوات المسلحة الملكية بكل تفاصيل الجنازة والدفن وغيرها ، حيث ووري جثمان الفقيد بعد زوال يوم الأحد 21 ماي الجاري. وكانت منظمة الأممالمتحدة قد ودعت في حفل تأبين عسكري رسمي الجندي المغربي عبد الجليل الزيتوني وسط الأسبوع الماضي ، وهو الحفل الذي ترأسته الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة بجمهورية إفريقيا الوسطى "ديان كورنر"، وحضره كذلك ممثلين عن السفارة المغربية بمدينة " بانغي " والمسؤولين العسكريين عن التجريدة المغربية العاملة ضمن قوات الأممية " مينوسكا « . وعبرت كورنر في حفل تأبينها للجندي المغربي عن إدانتها الشديدة لهذا الفعل الجبان قائلة في حق الجندي المغربي" نودع هذا الشاب الذي ضحى من أجل السلام والأمن وحماية المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى وكانت الممثلة الشخصية للأمين العام للأم المتحدة بجمهورية إفريقيا الوسطى قد وضعت إكليلا من الزهور على النعش الذي يحمل جثمان فقيد القوات المسلحة الملكية، وتتقدم إحدى واجهاته صورة الفقيد وهو بزيه العسكري . إلى ذلك عبر يارفي أونا نغا أنيانغا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وريئس بعثة مينوسكا عن إدانته الشديدة للهجمات التي ترضت لها القباعات الزرق في إفريقيا الوسطىوقال في هذا الصدد يوم الأربعاء الماضي " الهجمات المتكررة تتواصل ضد قوات الأممالمتحدة، وقوتنا هي بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أعداء السلام بحزم على الأرض وعلى المستوى القانوني وأي شخص تورط من قريب أوبعيد في هذه الأعمال البشعة لن يعرف السلام أبدا ، سنطاردهم ونلقي القبض عليهم ليحاكموا طبقا للقانون الوطني والدولي " . ومنذ مقتل الجنود الأمميين في إفريقيا الوسطى تواصلت الإدانة الشديدة للهجماتالبشعة التي ارتكبها مسلحون في جمهورية إفريقيا الوسطى ضد بعثةالأممالمتحدةالمتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الإستقرار مما تسبب في سقوط 6 قتلى منهمجنديين مغربيين وهما الشهيد عبد الجليل الزيتوني من دوار تامسنين بجماعة الرتبة بغفساي والشهيد مبارك عزيزي المزداد سنة 1969 بزاوية أيت مولاي بوعزة، نواحي زاكورة، والذي يحمل رتبة ضابط صف. وكان ضمن الذين اعلن عن اختفاءهم، يوم الثلاثاء 9 ماي الجاري، ، قبل ان يعلن خبر وفاته يوم الخميس 11 ماي بعد الهجوم الذي تعرضت له قوات حفظ السلام ليلة الاثنين 8 ماي وجرت له بدوره بقرية تازارين بإقليم زاكورة، المراسيم الرسمية لتشييع جنازته بحضور مجموعة من الشخصيات العسكرية والرسمية وساكنة الدوار.